
حاضر وزير الإعلام في حكومة تصريف الاعمال زياد المكاري عن “الاعلام اللبناني بين الواقع والمرتجى”، في قاعة المؤتمرات الكبرى لنقابة المحامين في طرابلس، بدعوة من مركز التدرج والتدريب في النقابة.
وفي كلمته، قال المكاري: “ليس خافيا على احد انه كلما ازدحمت الاحداث وتأزمت الاوضاع، تعاظم وضع الاعلام وبرز دوره أكثر، باعتباره مرآة الواقع. عندما نتحدث عن واقع الاعلام اللبناني، نذهب تلقائيا الى امرين: حرية التعبير وسرعة الاثير. الأولى نشأنا عليها واكتسبناها بالفطرة والتربية، والثانية نجهد للحاق بتطورها كل يوم وكل ثانية. انها وتيرة التسارع الرقمي الهائل، الذي انطلق من فيسبوك قبل اكثر من عشر سنوات، وها هو اليوم يحط الرحال في الميتافرس، اي ما وراء الواقع والحدث. بين هذين الحدين يبدو الاعلام اللبناني فرسا جامحا لا يتوقف عن اجتياز مسافات ضوئية مع كل اشراقة شمس”.
اضاف: “في باب الحرية لا بد من التوقف عند مسلمة اساسية هي المسؤولية والالتزام والحكمة. فالحرية ليست اطلاقا، ولم تكن يوما أن نقول ما نحب قوله، وان نكتب كيفما شئنا وان ننشر كل ما نريد. الواقع ان الحرية هي كالمعرفة، عبء على الانسان ما لم يحسن استخدامها. الحرية ليست تحررا من القيم ولا تفلتا من الأصول، إنها مسؤولية كبرى يقتضي ان نقف امامها بحكمة ووعي لمراميها وأبعادها. فكم من حرية انقلبت فوضى لانها لم تكن معقلنة ولا حكيمة؟ وكم من كلمة أفلتت من عقالها ولامست خانة الفتنة لافتقارها الى التأني قبل النشر والى الغربلة قبل البث؟ أليس أول الحرب كلاما؟ هل السرعة هي المقياس اليوم؟ قد تكون كذلك، ولكن ماذا عن التسرع؟ أليس فيه قتل للحقيقة أحيانا كثيرة، بل وقتل للانسان نفسه؟”.