
فشلت قوات سوريا الديمقراطية (قسد) في السيطرة على بلدة ذيبان في ريف دير الزور الشرقي، كما أصبحت قاب قوسين من الخروج من بلدة الشحيل بعد ساعات من السيطرة عليها، بسبب هجوم عنيف نفّذته قوات العشائر العربية.
المعارك مستمرة
وقالت مصادر ميدانية ل”المدن”، إن اشتباكات عنيفة اندلعت بين قوات العشائر العربية وقسد على تخوم بلدة ذيبان في ريف دير الزور الشرقي، وذلك في محاولة من الأخيرة لبسط سيطرتها عليها، إلا أن العشائر أبدت مقاومة عنيفة وصدّت محاولات الاقتحام على الرغم من التعزيزات الكبيرة التي استقدمتها قسد إلى تخومها.
وأضافت أن العشائر أوقعت عناصر قسد داخل بلدة الشحيل في كمين محكم أدى إلى وقوع عدد من القتلى في صفوفها، كما دفعت العشائر بتعزيزات كبيرة إلى البلدة، وشنّت هجوماً معاكساً استطاعت على إثره السيطرة على أجزاء منها والوصول إلى منطقة المشفى التخصصي داخلها، وسط تراجع لقسد بعد ساعات من سيطرتها عليها واعتقال عدد من أبنائها المشاركين في المعارك ضدها.
وأوضحت أن معارك دير الزور في يومها التاسع، أصبحت متركزة في البلدتين المتجاورتين، مشيرة إلى أن قسد مستميتة للسيطرة على بلدة ذيبان معقل شيخ قبيلة “العكيدات” إبراهيم الهفل، الذي يرفض التفاوض معها، ويطالب العشائر العربية بالقتال ضدها.
وأدرجت قسد الشيخ الهفل على قائمة المطلوبين لديها. وأكدت في بيان صادر عن مكتبها الإعلامي، أنها لن تعفو عنه، ووصفته ب”رأس الفتنة” كما اتهمته ب”استجلاب مسلحين دخلاء من غرب الفرات”، وب”إراقة دماء قسد والأهالي وتشريدهم وتخريب المؤسسات الخدمية وتزعم محاولات إشعال الفتنة بناء على أوامر من الجهات الخارجية”.
لماذا تراجعت العشائر؟
وظهر الشيخ الهفل في مقطع مصور لتكذيب رواية قسد حول هروبه وتوجهه نحو مناطق سيطرة الميلشيات الإيرانية في الجزء الغربي من دير الزور غرب نهر الفرات.
وأكد مصدر مطلع على الأحداث أن جميع الشائعات التي تروّج لها قسد عن وجود عناصر من الميلشيات الإيرانية تقاتل إلى جانب العشائر لا أساس لها من الصحة.
وقال المصدر ل”المدن”، إن سبب تراجع وتيرة المعارك وتركزها في الشحيل وذيبان، هو التعزيزات الكبيرة التي استقدمتها قسد إلى المنطقة والحصار والتشديد الأمني والعسكري الذي فرضته على باقي القرى في أرياف دير الزور، ما يعني تفوقاً عسكرياً لصالحها.
إضافة إلى ذلك، فإن بعض العشائر لم تدخل على خط القتال، وخصوصاً العشائر في الرقة والحسكة، إذ إن جزءاً كبيراً من عشيرة “البكارة” لم يقاتل إلى جانب العشائر، والتي تشكّل إلى جانب “العكيدات” الجزء الأكبر من سكان دير الزور، كما لم تدخل عشائر مثل “الجبور” و “شُمّر” في المعارك الدائرة.
وحول ما إذ كانت مبادرة التحالف قد أدت إلى تراجع العشائر، قال المصدر إن التحالف لم يقدّم مبادرة، إنما أجرى لقاءات مع بعض زعماء العشائر وقيادين من قسد، مشيراً إلى أن الشيخ الهفل لا يمانع بالجلوس للتفاوض مع التحالف ولا مع قسد.
وأعلنت السفارة الأميركية في دمشق الأحد، عن لقاء في شمال شرق سوريا جمع نائب مساعد وزير الخارجية في مكتب شؤون الشرق الأدنى المعني بملف سوريا إيثان غولدريتش وقائد التحالف الدولي ضد تنظيم “داعش” اللواء جول فاول، مع قسد ووجهاء عشائر من محافظة دير الزور.
وعقب ذلك، نفى الهفل في تسجيل صوتي وجود أي مفاوضات مع التحالف لوقف المعارك مع قسد، ووصف تلك الادعاءات بأنها محاولة لتشتيت المقاتلين، مؤكداً أنه لم يلتقِ لا هو ولا ممثلين عنه مع أي ممثلين عن التحالف، كما لم يحصل بينهم أي اجتماع.
من جهته، رفض الشيخ حاجم البشير أحد شيوخ قبيلة “البكارة” دعوة من التحالف للجلوس والتفاوض دون وجود الشيخ الهفل.
هجوم منبج
في غضون ذلك، اشتعلت جبهة منبج في ريف حلب الشرقي مرة جديدة، وهاجم أبناء العشائر المنضوين في صفوف الجيش الوطني المدعوم من تركيا، هجوماً على عدد من القرى والبلدات في ريف المنطقة الشمالي، انطلاقاً من منطقة “درع الفرات”.
وقالت المصادر إن العشائر العربية هاجمت قرى عرب حسن كبير وعرب حسن صغير والمحسنلي والبوهيج والكريدية بريف منبج الشمالي، وسيطرت عليها بعد اشتباكات عنيفة مع قوات النظام وقسد اللتين تتشاركان في السيطرة على بعض النقاط على خطوط التماس مع الجيش الوطني.