تسابق التطورات الميدانية الجنوبية المتغيرات الحاصلة في الوضعين السياسي والاقتصادي، على وقع احتدام المواقف الداخلية، واستعار الحملة على الرئيس نجيب ميقاتي وحكومته، على خلفية تعيين رئيس جديد لأركان الجيش اللبناني، لمنع الوقوع في اي فراغ عندما تنتهي الولاية المهلة لقائد الجيش العماد جوزاف عون، بعد 11 شهراً، ولم ينتخب رئيس للجمهورية، الامر الذي استدعى ردا من رئيس الحكومة.
ولا ينفصل كلا الوضعين الأمني والعسكري جنوباً وامتداداً الى مناطق خارج قواعد الاشتباك المعروفة عما يجري في المنطقة، سواء في ما خص ما تسميه ادارة الحرب في اسرائيل بالاستعداد لاقتحام مدينة رفح عند الحدود المصرية، وتداعيات ذلك على مجمل الاوضاع في المنطقة، بما في ذلك تعليق العمل بمعاهدة السلام بين مصر واسرائيل،أولجهة العودة الى تحريك ملف المفاوضات مع الاجتماع المرتقب غدا الثلثاء في القاهرة بين رؤساء مخابرات مصر واسرائيل والولايات المتحدة وقطر، استكمالاً للاجتماع الذي عقد في باريس قبل اسبوعين ونيف، بالتزامن مع مغادرة وزير الخارجية الايراني حسين امير عبداللهيان، والذي كشف عن مفاوضات مع الولايات المتحدة، بهدف خفض التوترات في المنطقة، والبحث عن حل سياسي للازمات المتفجرة، بما في ذلك الحرب في غزة.
سياسياً، أوضحت مصادر سياسية مطلعة لـ «اللواء» أن تراجع الاهتمام بالملف الرئاسي في هذه الفترة مرده إلى انتظار مساعي التهدئة على جبهتي غزة والجنوب. ورأت ان الاسيوع الراهن من شأنه تقدبم اجوبة بشأن مصير هذه المساعي، وفي هذا الوقت لم يشهد الملف الرئاسي أي حراك جديد، على أن المواقف السياسية المحلية تتركز على ذكرى الرابع عشر من شباط.
وفي هذا السياق، قالت ان الأنظار تتجه إلى كلمة الرئيس سعد الحريري في ذكرى اغتيال والده وما يمكن أن تتضمن من إشارات حول الواقع السياسي الراهن.
إلى ذلك استبعدت المصادر أن تمر تعيينات المجلس العسكري كخطوة تالية بعد تعيين رئيس هيئة الأركان في الجيش اللبناني، وأشارت إلى أن التيار الوطني الحر الذي لم يبد امتنانه لهذا الإجراء يواصل الحملة على رئيس حكومة تصريف الأعمال الذي بدوره يعقد لقاءات قبل تحديد موعد مجلس الوزارة لبحث مطالب القطاع العام والعسكريين المتقاعدين وإمكانية صدور سلة واحدة بشأن الرواتب والامور المادية المتصلة بهم.
عودة الحريري
وكان الرئيس سعد الحريري وصل الى بيروت مساء امس للمشاركة في احياء ذكرى استشهاد والده الـ19.
وسيمضي الحريري عدة ايام في لبنان، يلتقي خلالها الرئيس بري وشخصيات اخرى فضلا عن كوادر تيار «المستقبل».
وكان موضوع تعيين رئيس للاركان في الجلسة الاخيرة (السبت الماضي) لمجلس الوزراء موضع تجاذب بالغ الحساسية بين السراي والتيار الوطني الحر.
هجوم أبو صعب واعتراض عند بري
واختار نائب رئيس مجلس النواب الياس بوصعب منبر عين التينة، ليشن حملة على الرئيس نجيب ميقاتي، كاشفا انه سجّل اعتراضا عند الرئيس بري، وسأله: اذا قبل وزراؤه ان يكون في هذه الحكومة التي تأخذ هكذا قرارات وهي حكومة تصريف اعمال وتهتم بالشؤون الضيقة من تصريف الاعمال، متمنيا عليه ان يكون الضامن للمستقبل في غياب رئيس الجمهورية و«السلطة» التي تحصل على الصلاحيات.
وقال ابو صعب: أصبحنا نرى تمادياً كبيراً جداً من قبل رئيس الحكومة في ما يتعلق بصلاحيات رئيس الجمهورية، والأخطر منه الصلاحيات التي بدأ يعتدي عليها، وهي صلاحيات بعض الوزراء، لماذا أقول بعض الوزراء لأنه أكيد لا يتصرف بنفس الطريقة مع كل الوزراء، وكما سبق وقلت من المجلس النيابي وسألته لو كان الوزير زعيتر هو وزير الدفاع كنت تصرفت معه بهذه الطريقة؟ وانا وقتها كنت أعرف لماذا قلت هكذا، واليوم وصلنا لهذه المشكلة، ويقول رئيس الحكومة بأنه لا يسعى لأخذ دور أحد مثلما سمعنا ونحن صدقنا، ولكنه يرسل رسائل باتجاه المرجعيات الدينية ليقول لهم أنا أقف على خاطركم ببعض الأمور، ولكنه يقف على خاطرهم في بعض الأمور الثانوية، أما الأمور السياسية الأساسية مثل التعدي على صلاحيات رئيس الجمهورية وبعض الوزراء طبعاً يمعن في موضوع التعدي على هكذا صلاحيات».
.. وميقاتي يرد
ورد الرئيس ميقاتي على الحملات التي تستهدفه لجهة مصادرة صلاحيات رئيس الجمهورية بعد تعيين رئيس جديد للاركان، ان الحكومة تقوم بتسيير امور الدولة والعباد، فيما سواها يمتنع عن القيام بواجبه في انتخاب رئيس جديد لاعادة الانتظام الكامل لعمل المؤسسات الدستورية.
واشار الى ان تعيين رئيس للاركان جاء بعد امتناع وزير الدفاع عن القيام بواجبه، وكان ضروريا ان يقوم مجلس الوزراء بما له من سلطة جامعة باتخاذ القرار المناسب.
واستدرك قائلاً: من لم يعجبه التعيين، هناك عدة طرق قانونية يمكن سلوكها للطعن به، والحكومة سوف ترضخ لأي قرار قد يصدر في هذا الصدد، مجددا تمسكه باتفاق الطائف، وما يتضمنه من صلاحيات وروحية.
وفي تصعيد جديد، في مناسبة عيد مار مارون رأى البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي اننا «امام عملية اقصاء مبرمج للموارنة عن الدولة بدءا من عدم انتخاب رئيس للجمهورية، واقفال القصر الجمهوري والعودة الى ممارسة حكم الترويكا بالشكل الواضح للعيان، وغير المقبول.
ورحب المجلس الشرعي الاسلامي الاعلى باهتمام الدول الشقيقة والصديقة، المتمثلة باللجنة الخماسية لمساعدة لبنان على الخروج من دوامة الدوران في الفراغ الرئاسي، معربا عن امله في ان تثمر حلا قريبا للخروج من النفق المظلم، معربا عن قلقه الشديد من استمرار تعسر وتعثر انتخاب رئيس للجمهورية لا تستقيم من دونه الحياة السياسية، وتتعرض الحياة الوطنية الى المزيد من مخاطر التصدع والانهيار.. مؤكدا على مسؤولية المجلس بانتخاب الرئيس، داعيا الى احترام الآلية الدستورية.
حدّ أدنى وزيادات «العام» تنتظر
معيشياً، رفع مجلس الوزراء في جلسة السبت الحد الادنى للنقل في القطاع الخاص الى 450 الف ليرة لبنانية.
وتطرق رئيس الحكومة الى موضوع التعويضات للعاملين في القطاع العام والعسكريين وبدل الانتاجية للموظفين في القطاع العام والعسكريين والمتقاعدين، قائلاً: «بالامس عقدت سلسلة اجتماعات مالية، تبين من خلالها استمرار وجود تفاوت ببن العاملين في القطاع العام والعسكريين،ولذلك طلبت التريث في استكمال درس هذا الملف الى حين مراجعة الارقام كلها. وستعقد اجتماعات الاسبوع المقبل مع ممثلين عن قيادة الجيش وقوى الامن الداخلي والمتقاعدين بمشاركة من يرغب من الوزراء. وبنتيجة الاتصالات ايضا مع مصرف لبنان تم التمني بالتريث في بت هذا الملف الى حين مراجعة كل الارقام، منعا لحصول اي تأثير سلبي على الاستقرار في سعر الصرف».
وأعرب تجمع «موظفي الادارة العامة» انه تفاجأ بتأجيل اصدار المرسوم المتعلق بالزيادات على الرواتب كحد أدنى وتعديل ايام الحضور مقابل بدل من المحروقات.
مشددا على مطالبته الحكومة بالإلتزام بوعدها بما يخص المفعول الرجعي وأن يطبق على كامل الزيادة وعدم التملص والتورية بالكلام. ويؤكد التجمع، بأن الإدارة العامة جسم واحد ويرفض تخصيص أي إدارة بتقديمات خاصة، وانطلاقاً من هذا المبدأ، يطالب تجمع موظفي الإدارة العامة الحكومة، بأن تشمل الزيادة كل العاملين في المؤسسات العامة ذات الطابع الإداري ولا سيما تعاونية موظفي الدولة».
ومحذراً من خطوات تصعيدية بالاشتراك مع المتقاعدين، الذين حضر قسم منهم الى رياض الصلح احتجاجا على التباطؤ في اقرار الزيادات على معاشات التقاعد المنهارة يوما بعد يوم.
العدوان المتفجِّر جنوباً
ميدانياً، وعشية اطلالة الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله غدا في يوم الجرحى، مضى العدو الاسرائيلي قدماً في ارتكاب المجازر ضد الامنين في بلدة حولا الحدودية، حيث ذهب شهيدان وبعض الجرحى، كما سجلت عملية عدوانية، شنتها مسيرة على سيارات مدنية في بلدة جدرا، ادت الى سقوط شهيد لحزب الله واصابة آخرين بين شهيد وجريح.
وحسب تقرير كشف عنه موقع (Calcalist) الجمعة الماضي، ان حرب الشمال اذا وقعت ستكون اكثر تدميرا ودموية مما تتوقعه اسرائيل.
وكشف التقرير: «ستبدأ الحرب متعددة الجبهات من الشمال بإطلاق حزب الله صواريخ ضخمة ومدمرة في كل مكان تقريباً في إسرائيل».
وستكون عمليات الإطلاق ضخمة، وستشمل صواريخ غير دقيقة، وأخرى دقيقة بعيدة المدى. سيركز حزب الله جهوده من وقت لآخر، ويطلق وابلاً هائلاً من الصواريخ على خليةٍ ميدانية واحدة: قاعدة مهمة للجيش الإسرائيلي أو مدينة في دان غوش. وسوف يستمر إطلاق النار يوماً بعد يوم، حتى اليوم الأخير من الحرب.
واشارت هيئة البث الاسرائيلي الى ان القوة المحسوبة من قطاع غزة ستنقل للانتشار عند الحدود الشمالية مع لبنان.
وكانت المقاومة الاسلامية اعلنت عن سلسلة استهدافات لمواقع العدو في جبل نذر وحدب عيتا وراميا وزبدين في مزارع شبعا، وكذلك استهداف موقع رويسات العلم في تلال كفرشوبا ومزارع شبعا.
وامس نعت حركة «امل» شهيدين جديدين، ليرتفع عدد شهداء الحركة، الى ثمانية، فيما اصبح عدد الشهداء الذين سقطوا باستهداف جامع بلدة حولا اثنين.
اللواء