تعيش الساحة اللبنانية ساعات حاسمة يحبس فيها اللبنانيون أنفاسهم، في ظل ورود معلومات عن حسم إسرائيل توجيه ضربة لـ”حزب الله”، بذريعة انفجار صاروخ في قرية مجدل مجدل شمس العربية الدرزية في الجولان السوري المحتل، رغم نفي الحزب مسؤوليته عن إطلاق الصاروخ.
وبالتزامن، كثّف لبنان الرسمي من مساعيه الدبلوماسية لخفض التصعيد، وأجرى رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي سلسلة اتصالات دبلوماسية وسياسية، وشدد خلالها على أن الحل الوحيد هو التوصل إلى وقف شامل لإطلاق النار على كل الجبهات، “والتطبيق الكامل لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701”.
أما في إسرائيل، فعقد المجلس الأمني السياسي “الكابينت” اجتماعا برئاسة نتنياهو أمس الأحد، في ظل مطالبة وزراء داخل الحكومة وكذلك قوى سياسية خارجه برد قاس.
وقالت إذاعة الجيش الإسرائيلي إن الجيش صاغ سيناريوهات لشن هجوم محتمل على “حزب الله”، ووضعها على طاولة المستوى السياسي (الحكومة) في مناقشات لتقييم الوضع.
وأوضحت أن من بين السيناريوهات، احتمال “القيام بعمل عسكري أكثر صرامة” في لبنان.
ونقلت الإذاعة عن مسؤولين إسرائيليين لم تسمهم قولهم إن تل أبيب ليس لديها أي نية لخوض حرب شاملة مع لبنان. وأضافوا: نريد أن نلحق الضرر بـ”حزب الله”، ولكن دون أن ننجر إلى حرب إقليمية واسعة.
ويدفع وزراء أقصى اليمين في الحكومة الأكثر تطرفا باتجاه تصعيد المواجهة في الشمال، في الوقت الذي صدرت فيه مواقف دولية تحذر من حرب شاملة.
وقال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن أمس إنه لا يريد تصعيد الصراع على حدود إسرائيل الشمالية. وأكد مجددا دعم الولايات المتحدة لإسرائيل.
أما في مجدل شمس في الجولان العربي السوري المحتل، وفي رسالة إنسانية واضحة، فقد لفّ المشيعون من أبناء الجولان أمس الأحد، بأكفان بيضاء دون أي علم أو راية، جثامين الأطفال الـ12 الذين ارتقوا في الانفجار الذي حدث في ملعب لكرة القدم. واتخذ أبناء الطائفة الدرزية في الجولان السوري المحتل، موقفا واضحا، معلنين رفضهم لأي استثمار سياسي لمصابهم، حيث طرد أهالي مجدل شمس أثناء مراسم التشييع، وزراء من الحكومة الإسرائيلية وأعضاء كنيست.
كما تعرّض وزير المالية الإسرائيلي المتطرف، بتسلئيل سموتريتش، لهجوم لفظي من الأهالي الذين صرخوا في وجهه “ارحل من هنا يا مجرم، لا نريدك في الجولان”.
وينسجم الموقف الرافض للاستثمار السياسي الذي اتخذه أبناء مجدل شمس، مع مواقف أطلقها عدد من رموز الطائفة الدرزية في لبنان، وفي مقدمتهم الزعيم اللبناني وليد جنبلاط الذي حذر من مشروع إسرائيلي لتدمير المنطقة.
وفي الداخل الفلسطيني نددت الأحزاب العربية بمواقف حكومة نتنياهو، ودعت إلى تحقيق وقف إطلاق نار على مختلف الجبهات، وأعلنت تضامنها مع أبناء الجولان السوري المحتل.