دخل اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله حيز التنفيذ، ليضع حدًا لمواجهات دامت 14 شهرًا على الحدود بين لبنان وفلسطين المحتلة.
وفي السياق، يقول موقع “واللا” الإسرائيلي إنّ “الاتفاق لا يمثل هزيمة استراتيجية لحزب الله، إلا أنه يعكس تمكناً إسرائيلياً من تحقيق أهداف محدودة ضمن إطار الحرب”.
Advertisement
ورأى التقرير أن “القضاء على حزب الله أو نزع سلاحه بالكامل لم يكونا من بين أهداف الحرب”، وأضاف: “مع ذلك، فإن الضربات التي تلقاها الحزب على مختلف المستويات – بما في ذلك مقتل عدد كبير من مقاتليه، تدمير منظومته الصاروخية المتقدمة، وإلحاق أضرار جسيمة ببنيته التحتية – أضعفت قوته العسكرية والسياسية، كما أثرت بشكل كبير على المحور المدعوم من إيران”.
وتابع: “كان أحد أبرز التحركات الإسرائيلية في الحرب هو إجلاء عشرات الآلاف من سكان الحدود الشمالية خشية اجتياح محتمل لحزب الله. ومع انتهاء العمليات العسكرية الإسرائيلية، تمكن هؤلاء السكان من العودة إلى منازلهم، وهو أحد الأهداف التي سعت إليها إسرائيل”.
ad
الاتفاق وأبعاده
يلفت التقرير إلى أن “اتفاق وقف إطلاق النار الحالي يشبه القرار 1701 الذي أنهى حرب لبنان الثانية عام 2006، لكنه يتميز بعناصر جديدة تتمثل بالانتشار المكثف للجيش اللبناني جنوب الليطاني، مع تقليص الاعتماد على قوات اليونيفيل وحدها”، وأضاف: “هناك دور أميركي مباشر في الإشراف على تنفيذ الاتفاق، في محاولة لتجنب الإخفاقات السابقة في ضبط نشاط حزب الله بالمنطقة”.
وقال أحد المسؤولين الأميركيين المشاركين في صياغة الاتفاق إن “الفارق الأساسي بين 2006 و2024 هو أن إسرائيل خسرت آنذاك، لكنها فازت الآن؛ ما يزيد من احتمالية نجاح التنفيذ هذه المرة”.
وفي ما يتعلق بالدور الأميركي، يختلف الاتفاق الجديد عن سابقه بآلية رقابة فاعلة، يُتوقع أن تكون أقل تساهلًا من مراقبة الأمم المتحدة؛ مما قد يمنح إسرائيل هامشًا أوسع للتحرك في حال حدوث انتهاكات.
نتنياهو تحت المجهر
وواجه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو انتقادات داخلية بشأن الطريقة التي أدار بها الحرب والاتفاق الذي تبعها.
ففي حين تحدث في خطابه المسجل عن ثلاثة أسباب لوقف إطلاق النار – التركيز على التهديد الإيراني، استعادة قوة الجيش، وعزل حماس – فإن غياب مؤتمر صحفي مباشر مع المسؤولين العسكريين أثار تساؤلات حول ثقته في تبرير الاتفاق أمام الجمهور.
وخلص تقرير “واللا” إلى أن اتفاق وقف إطلاق النار ليس تحفة دبلوماسية، لكنه يقدم حلاً مؤقتًا للوضع المتأزم على الحدود اللبنانية، وأضاف: “إذا التزمت الأطراف ببنوده، فقد يساهم في تخفيف حدة التوتر، لكن في حال غياب المصالح المشتركة، يبقى خطر تجدد القتال قائماً. (إرم نيوز)