تحليل السياسات

غوتيريش يلتقي الرئيس عون ويحذر من تداعيات إقليمية لاحتلال إسرائيل مناطق لبنانية

سعد الياس «القدس العربي»:

توجّه الرئيس اللبناني العماد جوزف عون من المملكة العربية السعودية إلى القاهرة يرافقه وزير الخارجية يوسف رجي للمشاركة في القمة العربية لأجل فلسطين والتي لم يغب عنها الملف اللبناني من زاوية الاحتلال الإسرائيلي لخمس نقاط في جنوب لبنان. وقال الرئيس اللبناني في كلمة في القمة العربية إنه لن يحدث سلام في المنطقة دون تحرير آخر شبر من أرض لبنان وإقامة دولة فلسطينية مستقلة.
وحذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الثلاثاء، من تداعيات استمرار احتلال إسرائيل مناطق في جنوب لبنان على الاستقرار في المنطقة.
جاء ذلك خلال لقاء غوتيريش مع الرئيس اللبناني جوزف عون في القاهرة، على هامش قمة عربية طارئة بشأن قطاع غزة، وفق بيان للرئاسة اللبنانية.
وقد تناول رئيس الجمهورية مع الأمين العام للأمم المتحدة للوضع في الجنوب وعدم انسحاب القوات الإسرائيلية من التلال الخمس وعمل منظمات الامم المتحدة في لبنان، والتحديات التي تواجهها القضية الفلسطينية. خلال اللقاء، شكر الرئيس عون غوتيريش على «الدعم الذي تقدمه الامم المتحدة لمساعدة لبنان، لاسيما المهمات الكبيرة التي تقوم بها القوات الدولية في الجنوب على رغم الصعوبات التي تواجهها».
واعتبر «ان بقاء الإسرائيليين في عدد من التلال على الاراضي اللبنانية وعدم تمركز الجيش فيها من شأنه ان يعيق تحقيق الاستقرار وتنفيذ القرار الدولي 1701، واتفاق وقف اطلاق النار الذي تم التوصل إليه في 27 تشرين الثاني/نوفمبر 2024، ثم في 18 شباط/فبراير الماضي».

تضامن «عميق» مع اللبنانيين

وأبدى غوتيريش «استغرابه لبقاء القوات الإسرائيلية في عدد من المناطق الجنوبية» معتبراً «ان هذا الامر لا يصب في مصلحة الاستقرار في المنطقة».
وتم التطرق إلى عمل المنظمات التابعة للأمم المتحدة في لبنان، حيث اكد غوتيريش «أن الأمم المتحدة جاهزة للمساعدة في عملية النهوض التي بدأت مع انتخاب الرئيس عون».
وأثار الرئيس عون مع الأمين العام للأمم المتحدة موضوع النازحين السوريين وضرورة عودتهم إلى بلادهم بعد انتفاء الأسباب التي أدت إلى نزوحهم.
وبعد اللقاء، أكد غوتيريش «على تضامنه العميق مع الشعب اللبناني». وعن موقفه من دعوة الرئيس ترامب إلى ترحيل الفلسطينيين من غزة، قال: «إننا هنا اليوم لبحث المقترح المصري مع دول الجامعة العربية بهدف الحصول على ضمانات لإعادة بناء غزة، ومن الواضح أن لأهل غزة الحق في البقاء في أرضهم».

بري: شريط حدودي محتل يمتد لكيلومترين داخل أراضينا

وضم الوفد المرافق لغوتيريش كلاً من فيليب لازاريني وكيل الأمين العام والمفوض العام لوكالة الأونروا فيليب لازاريني، وكيلة الأمين العام ومنسقة الشؤون الإنسانية وإعادة الإعمار في غزة سيغريد كاغ، مساعد الأمين العام لمنطقة الشرق الأوسط وآسيا والمحيط الهادئ في إدارة الشؤون السياسية وبناء السلام التابعة للأمم المتحدة خالد خياري، نائب المنسق الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط والمنسق للشؤون الإنسانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة مهند ابراهيم أحمد هادي، منسقة الأمم المتحدة المقيمة في مصر إلينا بانوفا، وكبير مسؤولي الشؤون السياسية في مكتب الأمين العام أغوينالدو باتيستا.
وقال غوتيريش: «أؤكد على تضامني العميق مع الشعب اللبناني، وأنا سعيد جدا بتشكيل الحكومة الجديدة ونيلها ثقة مجلس النواب (قبل أيام) وبالتزام لبنان سياسة إصلاح فعالة للنهوض باقتصاده ومجتمعه».
وأضاف ن «الأمم المتحدة جاهزة للمساعدة في عملية النهوض التي بدأت مع انتخاب الرئيس عون» في 9 يناير/ كانون الثاني 2025، حسب البيان.
وشدد غوتيريش على أن «المطلوب الآن هو احترام سلامة أراضي لبنان، ولا يجب بقاء أي قوات أجنبية عليها، باستثناء قوات (الأمم المتحدة) اليونيفيل». وأعرب عن استغرابه من «بقاء القوات الإسرائيلية في عدد من المناطق الجنوبية» اللبنانية، محذراً من أن «هذا الأمر لا يصب في مصلحة الاستقرار في المنطقة».

بري: شريط محتل

وقال رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري، أمس الثلاثاء، إن «الاحتلال الإسرائيلي لم يقتصر على التلال الخمس الحدودية بل امتد لإقامة شريط حدودي يمتد لكيلومتر أو اثنين داخل أراضي لبنان».
جاء ذلك في تصريحات صحافية أدلى بها بري لجريدة «الديار» اللبنانية، بشأن آخر المستجدات السياسية والأمنية في بلاده والمنطقة.
وأفاد بري بأن لبنان «لن يسمح لإسرائيل بفرض وقائع جديدة على الأرض» ويطالب المجتمع الدولي بوقف الانتهاكات الإسرائيلية المتكررة للسيادة اللبنانية.
وأوضح أن لبنان «لن يقبل أي محاولات لمقايضة المساعدات بشروط سياسية أو عسكرية سواء متعلقة بسلاح المقاومة شمال نهر الليطاني أو غيره من الملفات الداخلية».
إقليمياً، شدد بري على أن إسرائيل لا تكتفي بمحاولة فرض أمر واقع في لبنان بل تسعى للتدخل بشؤون دول الجوار خاصة سوريا عبر «العبث بتركيبتها الديموغرافية وادعاء حماية بعض المكونات مثل الدروز» على حد تعبيره.
وأشاد بالموقف الثابت للزعيم الدرزي اللبناني وليد جنبلاط في مواجهة هذه المخططات في كل من سوريا ولبنان. والأحد، دعا جنبلاط الدروز في سوريا إلى الحذر من «مكائد» إسرائيل معلنا أنه سيزور العاصمة دمشق قريباً.
أما بشأن زيارة الرئيس جوزف عون إلى الرياض، فأعرب بري عن تفاؤله بإمكانية تحريك المساعدات السعودية للاقتصاد اللبناني، خصوصًا في ظل الحديث عن مشاريع استثمارية محتملة في بلاده.

إعادة إعمار لبنان

وفيما يتعلق بملف إعادة الإعمار والمساعدات الدولية للبنان، أكد بري أن بلاده «لن تقبل أي محاولات لمقايضة المساعدات بشروط سياسية أو عسكرية، سواء متعلقة بسلاح المقاومة في شمال الليطاني أو غيره من الملفات الداخلية».
وفي 27 نوفمبر/ تشرين الثاني 2024 بدأ سريان اتفاق لوقف إطلاق النار أنهى اتفاق قصفا متبادلا بين الجيش الإسرائيلي و«حزب الله» بدأ في 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 وتحول إلى حرب واسعة في 23 سبتمبر/ أيلول الماضي.
وخلّف العدوان الإسرائيلي على لبنان 4 آلاف و114 شهيداً و16 ألفاً و903 جرحى، بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء، إضافة إلى نزوح نحو مليون و400 ألف شخص.
وبدعم أمريكي ارتكبت إسرائيل، بين 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 و19 يناير/ كانون الثاني 2025، إبادة جماعية بغزة، خلّفت أكثر من 160 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.

الرئيس العراقي

والتقى رئيس الجمهورية نظيره العراقي عبد اللطيف رشيد الذي شدد «على عمق العلاقات الثنائية بين البلدين التي تعود إلى فجر التاريخ والتي «يتطلع العراقيون بكافة أطيافهم إلى مواصلتها لما فيه خير البلدين والشعبين الشقيقين، بنفس القوة والزخم المتواصلين».
وأكد الرئيس رشيد «ان العراق يولي أهمية للوضع في لبنان ويتطلع إلى مواصلة آفاق التعاون في مختلف المجالات».
وتناول البحث الوضع في المنطقة لا سيما في سوريا وفلسطين، وما يؤمل من قرارات تصدر عن القمة العربية في هذا الصدد.

غارة إسرائيلية تسقط شهيداً وجرحى… وقضية الأموال المضبوطة في المطار تتفاعل

وشكر الرئيس عون الرئيس العراقي على زيارته له، مثنياً «على وقوف العراق الدائم إلى جانب لبنان في مختلف الظروف على صعد متنوعة من سياسية واقتصادية ونفطية وإنسانية».
ونوّه «بالتعاون النفطي مع العراق» متمنياً «ان تتعزز العلاقات أكثر فأكثر بين الشعبين بالنظر إلى وجود صفات متشابهة بينهما، ومنها التعددية». ووجّه الرئيس العراقي دعوة رسمية للرئيس عون لزيارة العراق الذي رد شاكراً وواعداً بتلبيتها.
وفي القاهرة، استقبل عون الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد ابو الغيط يرافقه الأمين العام المساعد حسام زكي وجرى وضع الرئيس اللبناني في أجواء المداولات التي سبقت الجلسة الافتتاحية للقمة العربية ومشروع البيان الذي تم الاتفاق عليه.

غارة إسرائيلية

وعاودت إسرائيل تنفيذ اغتيالاتها لكوادر «حزب الله» فبد مرور أيام على استهدافها أحد كوادر «الحزب» في الهرمل، نفّذت مسيّرة إسرائيلية غارة على بلدة رشكنانية في قضاء صور مستهدفة سيارة زعم مسؤول إسرائيلي أن بداخلها شخصية محورية من قوة الرضوان التابعة لـ«حزب الله» ما أدى إلى استشهاده ويدعى خضر هاشم.
تزامناً، حلقت طائرة مسيرة معادية من نوع «هرمز 450» في أجواء مدينة صور وقرى الجوار على علو منخفض وشوهدت بالعين المجردة.
في غضون ذلك، شيّع «حزب الله» وأهالي بلدة مروحين الجنوبية الشهيد رائد حسين غنّام «جهاد» بموكب حاشد شارك فيه عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب حسين جشّي الذي توقف عند تصريح وزير الحرب الإسرائيلي بالبقاء في النقاط الخمس في جنوب لبنان إلى أجل غير مسمى، فتوجّه إليه بالقول: «لا مكان لك على أرضنا وإن طال الزمن، وإذا كان وزير الحرب جديداً ولا يملك الخبرة العسكرية فليسأل أسلافه عن شدة بأس مقاومينا في الميدان».
ولفت إلى «أن جيشنا وشعبنا ومقاومتنا استطاعوا بفضل الله خلال المواجهات على مدى 66 يوماً، أن يدحروا العدو الصهيوني عن هذه الأرض المباركة، وهم مصممون اليوم على استكمال التحرير حتى آخر شبر من أرضنا، وإن وجودنا في بلدة مروحين الحدودية المضحية والمجاهدة هو بفضل تضحيات الشهداء الكرام، وقد ارتوت هذه الأرض وطابت وطهرت بفضل دمائهم الزكية».
وفي تطور لافت على صعيد ضبط حقيبة تحتوي على مليونين ونصف المليون دولار أمريكي في مطار بيروت في حوزة محمد عارف ياسين الآتي من تركيا والتي قبل إنها لصالح «حزب الله» تدخّل المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى في هذه القضية وبعث إلى القضاء اللبناني برسالة يشير فيها إلى أن هذه الأموال تعود للمجلس الشيعي طالباً من القضاء استردادها.
غير أن البعض استغرب طلب المجلس الشيعي وإقحام نفسه في هذه المسألة، وسأل لماذا لم يعلن ناقل الأموال أنها للمجلس لدى توقيفه وهل يحمل تكليفاً رسمياً لنقل الأموال؟
ولماذا ذهب إلى تركيا من أجل هذه المهمة المحددة وانتظر وصول ناقل الحقيبة من إيران في السوق الحرة لو لم تكن عملية نقل الأموال غير شرعية؟
وقد اشار رئيس «حركة التغيير» إيلي محفوض إلى «ان نقل الأموال من وإلى لبنان له أصول وقوانين وإجراءات» وقال في تصريح «لا تخلطوا الحابل بالنابل فالقانون رقم 42 تاريخ 24 تشرين الثاني/نوفمبر 2015 يوجب التصريح عن نقل الأموال عبر الحدود عندما تفوق قيمتها مبلغ 15 ألف دولار أو ما يوازيه بالعملات الاخرى».
واضاف: «عليه لزاماً تزويد السلطات بتفاصيل عن مصدر هذه الأموال ووجهة استعمالها.. ولا يعني الشواذ الذي كان سائدًا في زمن هيمنة الميليشيا أن يصبح مقونناً أو مشروعاً».
وختم: «ما لم تفهمه هذه الجماعة أن لبنان جمهورية ذات سيادة، وإنفاذ القانون على الجميع لكن واضح انه ‏»معكم معكم بتتعوّدوا إنه صار في دولة».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى