
وسّعت إسرائيل من دائرة استهدافاتها وبلغت غاراتها منطقة خلدة جنوب بيروت حيث نفّذت غارة على سيارة أدت إلى استشهاد شخص واصابة 4 بجروح. وزعم المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي أنه تم استهدف مخرّب يعمل في مجال تهريب الاسلحة والدفع بمخططات ضد مواطنين إسرائيليين وقوات جيش الدفاع نيابة عن فيلق القدس الايراني».
أما إذاعة جيش الاحتلال فتحدث عن «هجوم غير عادي من ناحيتين: عمق الهجوم حوالى 75 كيلومتراً من الحدود مع إسرائيل وعلى بُعد بضعة كيلومترات من مطار بيروت، وهوية المستهدف ليس عضواً في حزب الله بل من فيلق القدس الإيراني».
وشاهد مصوّر لوكالة فرانس برس سيارة زرقاء اللون دمّر سقفها بالكامل وتصاعد الدخان منها، وتجمّع من حولها عناصر الإنقاذ ومارّة، بينما عمل الجيش اللبناني على تطويق المكان. وقالت وزارة الصحة في بيان إن «غارة العدو الإسرائيلي على سيارة في خلدة أدت في حصيلة أولية إلى سقوط شهيد وإصابة ثلاثة أشخاص بجروح».
موقف قاسم
وجاءت هذه الغارة مع بدء العد العكسي لعودة الموفد الامريكي توم براك إلى بيروت لتسلم الرد اللبناني على الورقة الامريكية التي تتعلق بسلاح «حزب الله» والإصلاحات وترسيم الحدود مع سوريا وسط معاودة الخزانة الامريكية فرض عقوبات جديدة على إيران و«حزب الله». وقد سلّم رئيس مجلس النواب نبيه بري الورقة لـ«حزب الله» لدرسها ووضع الملاحظات عليها. وأفيد بأن بري استقبل موفداً من «الحزب» وتبلغ منه «نصف جواب» هو عبارة عن مجموعة ملاحظات، نقلها المستشار الإعلامي لبري علي حمدان إلى اللجنة الرئاسية.
المبعوث السعودي في بيروت… واللجنة الخماسية تعاود تحركها قبل عودة الموفد الأمريكي
بالتزامن، خرج موقف واضح من أمين عام «الحزب» الشيخ نعيم قاسم يرفض فيه تسليم السلاح. وقد قال في مجلس عاشوراء «عندنا قضايا موجودة في الداخل اللبناني لها علاقة بنقاش موضوع السلاح أو غيره، هذه قضايا داخلية نعالجها معًا ونتّفق عليها معًا، لا علاقة لإسرائيل أن تتدخل باتفاقنا، ولا علاقة لها بأن تشرف على اتفاقنا، ولا علاقة لها بأن تراقب مفردات اتفاقنا في الداخل اللبناني. هناك اتفاق معها عبر الدولة اللبنانية بشكل غير مباشر، فلتلتزم إسرائيل باتفاقها الذي عقدته مع الدولة اللبنانية».
وأضاف «أما ما يتعلّق بشؤوننا، فنحن نعالجها، ولا علاقة للآخرين أن يتدخلوا فيها. وأما بالتهديد والقوة يريدون أن يشرفوا علينا، ويريدون أن يقرروا ما يريدون، لا ينفع معنا التهديد والقوة، افهموها من الآخر. نحن جماعة لا نقبل أن نُساق إلى المذلّة، ولا نقبل أن نُسلّم أرضنا، ولا نقبل أن نُسلّم سلاحنا للعدو الإسرائيلي، ولا نقبل بأن يهددنا أحد بأن نتنازل، لأننا لن نتنازل عن حقنا الذي كفلته الشرائع السماوية وقوانين العالم بأسرها».
إلى ذلك، عادت اللجنة الخماسية المؤلفة من سفراء الولايات المتحدة وفرنسا والسعودية وقطر ومصر إلى التحرك، وهي عقدت اجتماعاً في غياب السفير السعودي وليد البخاري بداعي السفر وناقشت الوضع في لبنان. في وقت باشر مستشار وزير الخارجية السعودي الأمير يزيد بن فرحان زيارة للبنان تستمر بضعة أيام بهدف تنبيه المسؤولين من مخاطر الهروب إلى الأمام إضافة إلى تنظيم العلاقات اللبنانية ـ السورية لبلوغها أفضل حال والشروع في ترسيم الحدود لضبطها ومنع التهريب على أنواعه نهائياً، والتقى لهذه الغاية رئيس الجمهورية العماد جوزف عون.
جنوباً، استقبل الرئيس بري القائد الجديد لقوات «اليونيفيل» اللواء ديوداتو أبانيارا في زيارة بروتوكولية لمناسبة توليه مهامه الجديدة. وكانت أيضاً مناسبة، تم في خلالها عرض للأوضاع الميدانية في منطقة عمل «اليونيفيل» في جنوب الليطاني. كما عرض بري مع ممثل البنك الدولي في لبنان جان كريستوف كاريه لخطط إعادة الإعمار وتأهيل البنى التحتية في لبنان، في وقت واصلت جيش الاحتلال انتهاكاته في الجنوب وتم استهداف منزل المواطن عباس بدير الواقع عند أطراف بلدة كفركلا، ما أدى إلى تدميره.
وتسللت قوة من الجيش الإسرائيلي الخميس، إلى بلدة كفركلا الحدودية جنوب لبنان وفجرت منزلا، في خرق جديد لاتفاق وقف إطلاق النار مع «حزب الله».
تسلل وتدمير منزل
وقالت وكالة الأنباء اللبنانية إن «مجموعة من جنود العدو تسلّلت فجرا، إلى منزل المواطن عباس بدير الواقع عند أطراف بلدة كفركلا، وعمدت إلى تفخيخه وتفجيره، ما أدى إلى تدميره».
وذكرت أن «قوات الاحتلال الإسرائيلي قامت فجر أمس الخميس بعملية تمشيط بالأسلحة الرشاشة من موقعها في تلة حمامص، في اتجاه أطراف مدينة الخيام».
وفي 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 شنت إسرائيل عدوانا على لبنان تحول إلى حرب واسعة في 23 سبتمبر/ أيلول 2024، ما أسفر عن أكثر من 4 آلاف قتيل ونحو 17 ألف جريح.
وفي 27 نوفمبر/ تشرين الثاني 2024 بدأ وقف لإطلاق النار بين «حزب الله» وإسرائيل، لكن الأخيرة ارتكبت منذ ذلك الحين نحو 3 آلاف خرق، مخلفة ما لا يقل عن 224 شهيداً و513 جريحاً، وفق إحصاء لوكالة الأناضول استنادًا إلى بيانات رسمية لبنانية.
العلاقة بين دريان وسلام
من جهة أخرى، وفيما يستعد مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان لزيارة دمشق ولقاء الرئيس السوري أحمد الشرع، فقد نفى المكتب الإعلامي في دار الفتوى الكلام المنسوب إلى مفتي الجمهورية لزواره في إحدى الصحف المحلية عن أن «رئيس الحكومة نواف سلام يطيح بمكتسبات السنّة». وأكد المكتب في بيان «أن العلاقة بين مفتي الجمهورية ورئيس الحكومة القاضي نواف سلام متينة ولا تشوبها شائبة وعلى تواصل دائم، وهناك من يحاول بث أخبار كاذبة لا تمت إلى الحقيقة بصلة لتشويه الدور الذي يقوم به رئيس الحكومة على الصعيد الوطني والإسلامي وبين أبناء بيئته».
وشدد على «أن صلاحيات رئاسة الحكومة لا يستطيع أحد أن يتجاوزها أو يضعف موقعها، والرئيس سلام يحافظ عليها وهو المعروف بتمسكه باتفاق الطائف وبصلاحياته كرئيس مجلس وزراء لبنان، بالتعاون والتنسيق مع رئيسي الجمهورية ومجلس النواب، ودار الفتوى الحريصة على كل أبناء الشعب اللبناني، وهي بالمرصاد لكل من يفبرك أخباراً وتحليلات وآراء من نسيج الخيال ليوهم الناس غير الواقع».
قاسم: نرفض تسليم السلاح للعدو ولا ينفع معنا التهديد والقوة… «افهموها»
وفي 19 يونيو/ حزيران الماضي، زار المبعوث الأمريكي إلى سوريا توماس برّاك، لبنان حاملاً مقترحات إلى المسؤولين اللبنانيين من ضمنها إصلاح العلاقة مع سوريا على المستويات المختلفة الأمنية والسياسية وضبط الحدود وصولاً إلى ترسيم الحدود وتعزيز العلاقات التجارية والاقتصادية، وفق ما صرح به مسؤول لبناني للأناضول الأربعاء.
وقال المسؤول اللبناني، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، إن المقترح الذي قدمه براك إلى بيروت يتمحور حول 3 عناوين أولها حصر السلاح بيد الدولة اللبنانية.
وأضاف أن المقترح الأمريكي مكون من خمس صفحات، وأنه لا يتضمن مهلة زمنية لتطبيقه.
وأردف المسؤول اللبناني: «العنوان الأول سحب السلاح وحصره في يد الدولة اللبنانية، وثانياً إنجاز الإصلاحات المالية والاقتصادية، وضبط الحدود ومنع التهريب وزيادة الجباية الجمركية وتشديد الإجراءات على المعابر والمرافق العامة».
وتابع: «العنوان الثالث إصلاح العلاقة مع سوريا على المستويات المختلفة الأمنية والسياسية وضبط الحدود وصولا إلى ترسيم الحدود وتعزيز العلاقات التجارية والاقتصادية».
ولفت المسؤول اللبناني إلى أنه «لا معلومات حتى الآن حول موقف «حزب الله» إذا وافق على حصر السلاح بيد الدولة وهو ما ننتظره الأيام المقبلة» مشيراً إلى أن «المبعوث الأمريكي (برّاك) سيزور لبنان الأسبوع المقبل».