أخبار محلية

رحيل الإعلامي بسّام برّاك… الصوت الذي أحبّ العربية حتى النفس الأخير

ريما صيرفي

 

 

غيّب الموت الإعلامي اللبناني بسّام برّاك بعد صراعٍ شجاع مع مرضٍ خبيث في الدماغ، أنهى حياةً حافلة بالعطاء والالتزام، وترك فراغًا كبيرًا في الساحة الإعلامية اللبنانية والعربية.

 

واجه برّاك المرض بشجاعةٍ نادرة، وتمكّن من الانتصار عليه في مرحلةٍ أولى بعد عمليةٍ جراحية دقيقة نُقلت تفاصيلها على الهواء مباشرة، ليعود بعدها إلى نشاطه وتألقه كمن وُلد من جديد. غير أن المرض عاد لاحقًا أكثر شراسة، فغاب الجسد وبقي الصوت حاضرًا في ذاكرة المهنة والناس.

 

تميّز الراحل بصوته الرصين ونطقه السليم ووقفته الواثقة أمام الكاميرا والميكروفون، جامعًا بين الإعداد والتقديم والكتابة والتدريب. كان مدرسةً في فنّ الإلقاء والنطق العربي، يعلّم طلاب الإعلام الإتقان كما يزرع فيهم الإيمان بالكلمة نفسها.

 

عرفه زملاؤه دقيقًا في التعبير، صارمًا في اللغة، مخلصًا للحقيقة ولجمال النطق. وكان يؤمن أن احترام المشاهد يبدأ من احترام اللغة، فأسّس مسابقة “الإملاء العربي” التي انطلقت بين طلاب المدارس وتوسّعت لتشمل الإعلاميين والمربين وسائر المهتمين، في مسعى منه لإعادة الاعتبار إلى العربية الفصحى التي جعلها لغته اليومية في العمل والحياة.

 

برحيله، يخسر الإعلام اللبناني صوتًا منضبطًا ومربّيًا مثقفًا أحبّ لغته ووطنه حتى النفس الأخير.

وكم تبدو المفارقة عميقة اليوم: الرجل الذي أمضى عمره يصحّح الأخطاء الإملائية في كلمات الآخرين، غادر بصمتٍ تام، كأنه كتب النقطة الأخيرة في جملته الأخيرة… لكنه ترك وراءه جملةً مفتوحة في وجداننا، تقول إن اللغة التي أحبّها، ستظلّ تنطقه كلّما نطقناها جيّدًا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى