“أكلتم وطني، أكلتم الجبل، وشربتم النهر وضحكتم على الشعب.. تفرزون الشعب وتجمعون النفايات.. اعكسوها مش أكتر”.
صرخت “بولا” في مجلس النواب فصمت الجميع ليلتفتوا بعد ذلك الى دراجتها النارية التي أتت بها فينسوا صرخة بنت البلد ويهاجموا ما سموه “استعراضية بولا”.
استعراضية بولا أو لا.. لا يهمني في بلد يستعرض كل يوم الساسة فيه عضلاتهم بطريقة أو بأخرى “اعكسوها مش اكتر”..
نعم تستعمل بولا خبرتها الاعلامية في عملها النيابي: نبرة صوتها، علاقتها مع الكاميرا والجمهور، لغتها حتى ظهورها وخيارها في الملبس وحقائب اليد التي غالبا ما تحمل اسم بيروت.. بولا ابنة الاعلام التي برعت به واختارت بنفسها ان تستقيل منه لتدخل الشان العام من باب مجلس النواب فتقترح القوانين وتحاسب وتعارض وتصرخ وتدين..
بولا لا تخدم.. النائب لا يجب ان يخدم.. بولا تفعل.. بولا تدفع لتشريع وتحديث قوانين بالية.. بولا تحاسب.. بولا تعارض… بولا شريكة حملة دفى.. بولا تأبطت ملف البيئة وحملته على كتفها حتى اثقل كاهلها.. بولا ارمنية متمكنة من لغتها العربية.. مسيحية بيروتية ابنها مسلم جنوبي.. بولا تشبهنا.. نحن المحترقون على حرق البلد بنار المحاصصة والثروات المنهوبة… بولا بنت البلد. .بنت وجع الناس ويأسهم وقهرهم وانتحارهم.. ملكة في لعبة الاعلام نعم وما العيب في ذلك؟؟ تحبها لا تحب ما تصفه باستعراضيتها.. لا يهم لكني اعلم انك تحترمها ..تحترم خياراتها وقراراتها وصرختها…
وصولية انتهازية” يصفها صديق مشترك.. لم تكن هكذا يوم كنت صديقها وجمعتني بها قبل 19 عاما.. “لم تكن هكذا” يجيب… أصبحت هكذا بعد ان اختارت طريقا غير طريقكم” أجيب أنا. .مؤسف استعراضية الاتهامات… بصراحة وشخصيا لا يهمني وصوليتها ولا انتهازيتها ولا استعراضيتها ما يهمني اقوالها وافعالها .. اقتراح قوانينها ومحاسبتها للطبقة الحاكمة.. معارضتها لا “استعراضيتها”…لا تحبها يا صديقي في السياسة لا ينفع الحب… احترمها واعطيها فرصة لتثق بها…
يقول مدرب في دورة خاصة بالقيادة والادارة خضعت لها “لا يهم ان يحبك الناس المهم ان يحترمك الناس ويثقون بك”. لا ادعوك لتثق ببولا وانا لا اعرفها بقدر ما اراقب تصرفاتها لاحكم بعقل وبعدها اثق بعقل… احترم مواقفها نعم … في حين احب اخرين ولا احترم مواقفهم .. ..ثقتي بكل سياسي هذا البلد معدومة لكني ساعطي بولا فرصة لاثق بها… هي نوع جديد من الساسة.. هي من خارج العلبة ولم تات نتيجة كوتا او فرضت على منطقة جاءت نتيجة عملها وجهدها وقناعة من انتخبها بها.. حقها ان تأخذ فرصتها وحقنا ان يكون لنا في مجلس النواب بنت من البلد تحكي وتصرخ وتعارض وتحاسب باسمه ..
بولا لا تلتفتي الى ما يحصل حولك ..
حكومة المحاصصة ألغتِ المعارضة ونحن كما قلت “في بلد في أمس الحاجة لمن يعارض”.
نار كلمتك في جلسة الثقة اهم بكثير من دراجتك النارية .. تابعي سيرك على الطريق التي اخترتيه ولا تلتفتي يمينا او يسارا وسياتي يوما ستحصدين احترام وثقة ابناء البلد يا بنت البلد.
زر الذهاب إلى الأعلى