جاء في “المركزية”
دعا الأمين العام للتنظيم الشعبي الناصري أسامة سعد إلى تشكيل لجان أهلية توفر الاحتياجات الضرورية للأسر المحتاجة خلال فترة الاقفال العام، داعيا إلى عودة التحركات الشعبية إلى الشارع للمطالبة بحقوق الناس,
عقد سعد مؤتمرا صحافيا، في مكتبه في صيدا لفت فيه إلى أن “في غياب الحكام وتلهيهم بخلافاتهم التافهة وبتصفية الحسابات في ما بينهم، وبعد أن أدت إجراءات الوقاية من الوباء إلى اقفال مؤسسات ومحترفات ومنعها من العمل، وإلى حرمان من يعتاشون من عملهم اليومي من القدرة على توفير احتياجاتهم الأساسية في ظل غياب أي دعم من الدولة، أو إعادة النظر في بالتدابير المتخذة، وبهدف تنظيم مجتمعنا وحمايته والدفاع عنه، ندعو وعلى الفور إلى تشكيل لجان شعبية موثوقة وقادرة في الأحياء والقطاعات، مهمتها توفير ما تستطيع توفيره من مواد غذائية وغيرها من الاحتياجات الضرورية الملحة للأسر المحتاجة، فضلا عن التوعية على أهمية الوقاية من خطر الوباء، وتقديم المساعدة في ورشة التلقيح المقبلة.
ودعا سعد “البلدية واتحاد بلديات صيدا -الزهراني والجمعيات الأهلية والمقتدرين الميسورين إلى دعم نشاط هذه اللجان”، مؤكدا “ضرورة تعاون مؤسسات الدولة معها”. وطالب “جميع الغيارى على بلدهم ومدينتهم بالتطوع والانخراط في هذا العمل”، داعيا الى “تشكيل هيئة وطنية عليا هدفها مساندة هذه اللجان”.
وشدد على “أهمية تعميم المبادرة إلى تشكيل لجان شعبية على سائر المناطق اللبنانية”، معتبرا ان “المشاركة الشعبية والأهلية في الشؤون العامة للوطن والمجتمع، وخصوصا من قبل جيل الشباب، من شأنها أن تسهم إسهاما كبيرا في إعلاء المصلحة الوطنية العامة، فوق أي مصلحة شخصية أو فئوية أو طائفية أو مناطقية، وتعزيز معركة التغيير الشامل والعبور من دولة المزارع والمحاصصة الطائفية نحو الدولة المدنية العصرية العادلة”.
وحض على “التعبئة والاستعداد لحراك شعبي وطني واسع عندما تسمح الأوضاع الصحية، وذلك بهدف الاقتصاص ممن أساء الى أهلنا وأطفالنا وتركهم للجوع والمرض، ولإعلان رفض أي أعباء جديدة غير عادلة على الناس، إضافة للمطالبة بالحقوق الأساسية، من رعاية صحية وتعليم وفرص عمل وضمانات اجتماعية وضمان شيخوخة ومسكن وكهربا وماء”.
وأضاف: “بحجم معاناته وبحسه الوطني، أدرك شعبنا أن منظومة السلطة ومراكز القرار فيها لا أهلية لها لقيادة البلاد، وأنها، بأطماعها الشخصية والفئوية وتبعيتها للخارج، تدفع البلاد نحو سيناريوهات إسقاط الدولة”، مؤكدا “أننا على يقين أن الشعب قادر على خوض معركة انتزاع حقوقه واسقاط منظومة الظلم والقهر والاستهتار بمصالحه وان طالت، ولن نسكت ولن نستكين”.
ونبه إلى “أننا امام انفجار اجتماعي قد يؤدي إلى الفوضى والاهتزاز الامني، وتاليا، نحن معنيون بالدفاع عن شعبنا، ليس من باب الادراة الذاتية وانما عبر المساعدة والضغط على مؤسسات الدولة المعنية لتنفيذ واجباتها. ونحن مع بناء الدولة وحماية المجتمع من المخاطر المحدقة من الداخل والخارج”.
وعن موضوع تشكيل الحكومة، اعتبر أن عدم تأليفها حتى الآن ما هو الا دليل إلى استحكام الازمة السياسية والانسداد السياسي في البلد، وقد بلغ الوضع في لبنان ذروة المعاناة، وأصحاب مراكز القرار مستمرون في السياسات السابقة في المحاصصة وتصفية الحسابات الشخصية والفئوية”.
وتابع: “حتى لو تشكلت الحكومة، فهي لن تكون قادرة على معالجة الازمات”، مجددا “المطالبة بمرحلة انتقالية تأخذنا الى واقع سياسي جديد، عبر تثبيث قانون انتخاب جديد، واستقلالية القضاء، والشفافية في مؤسسات الدولة”، ومشددا على ضرورة تعديل موازين القوى من أجل الوصول الى تغيير شامل ينصف المواطن ويحقق طموحه في دولة عصرية عادلة”.