أخبار محلية

التيار” و”الجريمة المستمرة”.. جوزيف أبو فاضل للأنباء: باسيل لا يُعيد حساباته ولا يزال يُخطئ

بعد إنقضاء 6 سنوات من عهد إستنزف كُل طاقات اللبنانيين، ووصل البلد معه إلى حافّة الإنهيار الشامل، وسلمه إلى الفراغ ليستمرّ مسلسل الإستنزاف دون وجود أفق لحلّ شامل يُمكن معه الوصول إلى إنقاذ ما تبقّى.

قد يكون “مُجحفًا” تحميل العهد مسؤولية ما حصل لأنها حصلت نتيجة تراكمات عمرها سنوات كثيرة وسياسات خاطئة عزّزت من منسوب الفساد في الإدارات، إلّا أنّ هذا العهد الذي حمل شعار “التغيير الإصلاح”، ما لبِث أنْ إنغمس هو أيضًا بالفساد.

لقد وصل “التيار العوني” إلى المجلس النيابي والرئاسي عبر “تسونامي شعبي” كبير ما لبِث أنْ تدهور مع ممارسة قياداته سياسات إمّا “كيديّة” بإتجاه الخصوم وإمّا “إستنزافية” لمُقدّرات الوطن.

وفي هذا الإطار، يعتبرُ الكاتب والمُحلل السياسي المحامي جوزيف أبو فاضل، أنّ “وضع التيّار الوطني الحرّ إلى تراجع مُستمرّ في السياسة الداخليّة والعربيّة والدوليّة، بعد أن خسر الطريقة الشعبوية التي كان قد كسب بموجبها الرئيس السابق ميشال عون والتي كانت تعتمد على المناكفة والمخاصمة بعد أن أعلن حروبًا من دون غطاء ودون دراسة، (كحرب التحرير، حرب إلغاء الميليشيات،حربه ضد القوات اللبنانية، إضافة إلى حربه المستمرّة منذ عام 1991 حتى يومنا هذا ضد وثيقة الوفاق الوطني والتي أصبحت دستورًا للبنان”.

ويكشفُ أبو فاضل في حديثٍ لجريدة “الأنباء” الإلكترونيّة، أنّ”رئيس التيار الوطني الحرّ النائب جبران باسيل لا يقوم بأيّ خطوة دون تنسيق كامل مع الرئيس ميشال عون، فهو لا يزال الأب الروحي والفعلي لكل التياريين الذين لا زالوا موجودين داخل التيار وهو يؤمّن الغطاء المعنوي لشباب التيار”، لذلك لا يرى أبو فاضل أنّه “لا يجب الفصل بين عون وباسيل”.

ويُشدّد على أنّ “الشعبوية تتدهور بإستمرار دون أن يستطيع عون أو باسيل أو أيّ حليف لهما، أنْ يوقف هذا التدهور وذلك نتيجة لحكم الست سنوات لـ(عون- باسيل)، بطريقة عبثيّة دمّرت الوطن والمؤسسات والسلطات، وشلّت السلطات التنفيذيّة، القضائيّة والتشريعيّة”.

وفيما يتعلّق بشأن عدم ترشيح حزب الله رئيس تيار المردة سليمان فرنجية لرئاسة الجمهوريّة حتى اليوم، يُشير أبو فاضل إلى أنّه “بالرغم من المنشطات التي يعطيها حزب الله إلى حليفه التيار، فإنّ “تعنت” باسيل يمنع الحزب لتاريخه من ترشيح فرنجية لرئاسة الجمهورية”.

ويتطرّق أبو فاضل إلى ما حصل مؤخرّا في برنامج “صار الوقت”، ويعتبرُ أنّ “التيار الوطني الحرّ الذي إستمدّ قوته من حزب الله، أراد أن يُقلده في الشارع المسيحي وأنْ يكون له قوة أو فرقة مسيحية عسكرية يُحرِّكها متى أراد للجم أخصامه وأعدائه في الشارع المسيحي، وضد أي زعيم وشخصيّة وحزب ووسيلة إعلاميّة لا تتناسب سياستهم مع سياسة عون – باسيل، فمن هنا كان الإشكال الكبير الذي وقع في إستديو “صار الوقت”، وما تعرّض له الضيوف والإعلامي مارسيل غانم ومحطة الـ mtv .”.

ويتابع، “يُخشى في لبنان بصورة عامّة ولدى المسيحيين بصورة خاصّة أنْ يكون عون وباسيل شبّهوا نفسهم لحزب الله على الصعيد العسكري، وأصبحوا يَظنون أنّ لديهم فائض القوة ذاته الذي يملكه حزب الله ما سينعكس سلبًا على الشارع المسيحي وتُصبح التوترات شبه يوميّة إذا لم يقتنعوا أنّهم يقاتلون بعضلات غيرهم ، وأنّ هناك في المقابل دولة لديها دستور الطائف وقائد للجيش حسم أمره بالحفاظ على الأمن والأملاك العامّة والخاصّة، وذلك من خلال ما كرَّسه في كلمة له أمام الضباط الكبار منذ أسبوع”.

ويُضيف، “أمّا في المقلب الآخر، فهناك الأحزاب المسيحية الأخرى والتي لديها الباع الطويل في الحرب وحمل السلاح والجبهات وشهداء ومعوقين، فهي لن تسكت على مَن كان يُطالب طيلة 35 عامًّا أن يكون لدينا دولة فيتحوَّل فجأة إلى ميليشيا تُقاتلهم في كل بلدة وشارع”.

وفي ختام حديثه، يُؤكّد المحامي أبو فاضل لـ”الأنباء” أنّ “الأخطاء المُستمرّة لـ “التيار الوطني الحرّ” لن يَمرّ عليها مرور الزمن لأنها ستتحوّل مع الأيام إلى الجريمة المستمرة إنْ لم يُعيدوا حساباتهم بشكل سريع، ولن يُنقذهم أي عفو عام أو خاص

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى