حذرت منظمة التحرير الفلسطينية، من مخطط إسرائيل بناء شبكة من الطرق الالتفافية في مستوطناتها في الضفة الغربية في سياق “الضم وتكريس نظام الفصل العنصري”، وسط انتهاكات متزايدة، طاولت طلاب مدرسة في بيت لحم.
وقال “المكتب الوطني للدفاع عن الأرض ومقاومة الاستيطان” في منظمة التحرير، في تقرير له، إن المخطط الإسرائيلي يندرج في إطار مخطط الضم لأجزاء واسعة من الضفة الغربية عندما تسمح الظروف الإقليمية والدولية.
وذكر البيان أن وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش توافق أخيراً مع وزيرة النقل ميري ريجيف على تخصيص مليارات الشواقل الإسرائيلية بهدف تطوير الطرق والبنية التحتية للمستوطنات في الضفة الغربية وشرق القدس وإدراجها ضمن الميزانية العامة.
وأشار إلى أن الحكومة الإسرائيلية رصدت نحو أربعة مليار شيقل إسرائيلي للمخطط المذكور، بالإضافة إلى 160 مليون شيقل تم تضمينها في ميزانية وزارة المواصلات، على أن تخصص هذه الميزانيات لمشاريع البنى التحتية وتطوير الطرقات للمستوطنات في الضفة الغربية.
وتعني هذه المبالغ أن 25% من الميزانية المخصصة لـ”تنفيذ الخطة الاستراتيجية” لشق الطرقات في إسرائيل، خصصت ورصدت لمشاريع البنى التحتية والطرقات الاستيطانية في الضفة الغربية.
وأوضح أن الميزانيات المرصودة تتضمن تخصيص نصف مليار شيقل لتوسيع الطريق الاستيطاني من مفترق مستوطنة “أريئيل” وحتى مستوطنة “تفوح” في محافظة سلفيت. كما تقرر رصد 150 مليون شيقل لتطوير شبكة الطرقات قرب مستوطنة “الفي منشيه” جنوب مدينة قلقيلية، وتخصيص ميزانية بقيمة 200 مليون شيقل لشق طريق التفافي لبلدة الفندق، فيما سيتم رصد ميزانية بقيمة 366 مليون شيقل لتحديث وتوسيع الطريق المؤدي إلى مستوطنة “بيت إيل”.
وستخصص ميزانية بقيمة 136 مليون شيقل لتوسيع الطريق الموصل إلى مستوطنة “بيت إيل”، ورصد ميزانية بقيمة ملياري شيكل لتطوير وتوسيع الطريق رقم 60 الاستيطاني.
ووفقاً للتفاهمات كذلك تم رصد مبلغ 156 مليون شيقل لتطوير مفترق وطرق رئيسية قرب العيسوية لصالح المستوطنين، و80 مليون لتوسيع الطريق الالتفافي الشرقي في القدس، والذي يخدم المستوطنات في منطقة القدس حتى بيت لحم والخليل، إضافة لرصد ميزانية بقيمة 300 مليون شيقل لشق طريق استيطاني يربط مستوطنة مجرون في منطقة معبر قلنديا.
في الوقت نفسه تبدأ السلطات الإسرائيلية الشهر المقبل، بحفر طريق الطوق، شرق القدس، بما يمهد لضم مستوطنة “معاليه أدوميم” إلى القدس وتفسح الطريق أمام تنفيذ المخطط الاستيطاني(إى 1)، بحسب البيان الذي حذر من أن تعبيد الطريق المذكور سيخلق نظام طرق فصل عنصري بين الإسرائيليين والفلسطينيين، والطريق ذو أهمية كبيرة لضم كتلة (معاليه أدوميم) إلى إسرائيل ولدفع خطة البناء(إي1).
وأكد البيان أن الطرق الالتفافية في المستوطنات الإسرائيلية تعد “إحدى أدوات إسرائيل المستخدمة في تنفيذ سياسة فرض الوقائع على الأرض وتشكيل جغرافيا الضفة الغربية”.
انتهاكات
في السياق، تواصل قوات الاحتلال الانتهاكات الانسانية التي طاولت اليوم الأحد مدرسة في بيت لحم، حيث حاصرت قوات الاحتلال مدرسة ذكور تقوع الثانوية في بيت لحم بالضفة الغربية المحتلة، حيث أطلقت قنابل الغاز صوب المدرسة، وأعتدت على عدد من الطلاب.
وقالت مصادر فلسطينية محلية إن قوات الاحتلال حاصرت المدرسة، وأطلقت قنابل الغاز المسيل للدموع تجاه الطلاب. وأفادت مصادر طبية، بإصابة العديد من الطلاب بحالات اختناق جراء اعتداء قوات الاحتلال، حيث تمت معالجتهم ميدانياً.
وأفاد مدير التربية والتعليم في بيت لحم بسام جبر، بأن قوات الاحتلال حاصرت المدرسة القريبة من المدخل الشمالي للبلدة، واقتحمت محيطها وتمركزت بالقرب من أبوابها.
وأضاف جبر، بأن قوات الاحتلال قامت بمحاصرة المدرسة، وأطلاق الرصاص وقنابل الغاز المسيل للدموع باتجاه الطلاب والمعلمين، وهو ما أدى إلى إصابة عشرات الطلاب في حالات اختناق.
وتعيق قوات الاحتلال وصول الطلبة إلى مدارسهم في بلدة تقوع، وتمنعهم من عبور الشارع الالتفافي الرئيسي المؤدي للمدارس، ما يجبرهم على سلوك طرق وعرة للوصول إليها.
يُذكر أن طلبة المدارس يتعرضون لاعتداءات متكررة من قبل قوات الاحتلال، وذلك من خلال إلقاء قنابل الغاز والصوت باتجاههم خلال فترة الدوام، إضافة إلى احتجاز واعتقال العديد من الطلاب. ويواصل الاحتلال ملاحقة طلبة المدارس، في مناطق متفرقة بالضفة، منها مدارس اللبن الشرقية بنابلس ومدارس تقوع والخليل.