أخبار محلية

عودة: نحترم إنسانية النازحين إنما في بلادِهم وليس على حساب حياة اللبنانيين

قال متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عودة “إنْ كان إيـمانُـنـا بالـربِّ هــو طـريـقُ الـخَـلاصِ لــنــفــوسِــنــا فــإنّ خَــلاصَ بَــلَــدِنــا لــن يـكــونَ إلاّ عـلـى أيـدي مــسـؤولـيـن مـؤتَـمَـنـيـن يَــضَــعــون مَــصْــلَــحَــةَ الــبَــلَــدِ فــوقَ كــلِّ مَـصــلـحـة، مُــتَــنــاسـيـن كِــبْــريـاءَهــم ومَـصـالِـحَـهـم وارتِـبـاطـاتِـهـم، وقـبـلَ هــذه كُـلِّـهـا مُــكــتَــسَــبــاتِــهــم”.

وخلال عظة الأحد، اعتبر عودة أن “بــلــدُنــا يُــحْــتَــضَـرُ وإنــســانُــه يُـعـانـي ولــم يــجــدْ زُعَــمــاؤه والــمــســؤولــون أنّ الــوقــتَ قـد حـانَ لإيــجــادِ الـعِــلاجِ وإعــادةِ هَــيْــكَــلَــةِ الـدولـةِ بَــدْءًا مِـنَ الــرئـاسـة، مِـنْ أجــلِ تَــســيــيــرِ الــبَــلــدِ وأمــورِ الــنــاسِ الــذيــن لــم يَــكْــفِــهــم مــا يُــقــاســونَــه مِــنْ ضــيــقِ الــعَــيْــشِ والــفَــقْــرِ والــذُلِّ والـحـاجـةِ، حـتـى بَــرَزَ خَــطَـــرٌ آخــرُ بِــسَــبَــبِ تَــفَــلُّــتِ الأمــنِ نــتــيــجــةَ عَــدَمِ الـمُـحـاسَـبَـةِ والإفلاتِ مِـنَ الـعِـقـاب، وإهــمــالِ ضَــبــطِ الــحُــدودِ وتَــدَفُّــقِ أعــدادٍ كــبــيــرةٍ مــن غــيــر الــلــبــنــانــيــيــن، وُجـودُ مُـعــظــمِـهـم غــيــرُ قـانـونـيّ، وبَـعْـضُـهــم خـارِجـون عـلـى الــقــانــون كــمــا تُــؤكِّــدُ الإحــصــاءات، ويَــرتَــكــبــون الــجَــرائــمَ فــي حَــقِّ الــلــبــنــانــيــيــن، ومِـنـهـا جــريــمــةُ الأشــرفــيــة، وبــعــدَهــا جــريــمــةُ جــبــيــل وغــيـرُهــا مِــنَ الــجَــرائــمِ الــمــعــلــومَــةِ وغــيــرِ الــمــعــلــومَــة. طــبــعــاً نــحــن نــحــتــرمُ إنـسـانــيــتَـهـم ونُــقِــرُّ بِـحَـقِّـهـم فـي حـيـاةٍ آمِـنَـةٍ كـريـمـةٍ إنـمـا فـي بـلادِهـم ولـيـس عـلـى حـسـابِ حـيـاةِ الـلـبـنانـيـيـن وكــرامَــتِـهـم. لـذلـك عـلـى الـحُـكّـامِ أنْ يُـطَــبِّــقـوا الـقـوانـيـن ويَـعْــمَـلـوا جـاهِـديـن على إعـادَتِـهم إلى بِلادِهـم، وأنْ يَـحُــثّــوا الـمـؤسَـساتِ الــدَوْلِــيَـةَ كـي تُــسـاعِــدَهــم عـلـى ذلـك وتُـقَـدِّمَ لـلـعـائـديـن الـمُـسـاعَـداتِ الـلازِمَـة”.

وأضاف: “لــقــد زارَنــا مُــؤخّــراً رئــيــسُ دولــةٍ مُــجــاورةٍ مُـمْـتـعِــضـاً مِـنْ وُصـولِ حَـفْــنَةٍ مِــنَ الــنـازِحـيـن إلى بَـلَـدِه، مُسْــتَــنْــفِــرًا جُــهــودَه لِـمَـنْـعِ ذلــك. أفَـلـيـسَ مِـنْ حَـقِّ الــلــبــنـانـيـيـن أنْ يَـقـلَـقــوا هـم أيـضاً عـلـى بَــلَــدَهــم ومَــصــيــرِهــم؟ لا أحدَ يَعـرِفُ أعـدادَ الـنازِحيـن الذين لا يَـمْـلِكون أوراقًـا رسـميةً، ولا يَـدفَعـون الضـرائـبَ، ويُـقـاسِمون اللـبـنانيين لُـقـَمةَ عَــيْـشِـهـم، وقـد أصـبـحـوا يُــشَــكِّـلـون خَـطَـراً أمـنـياً واقـتـصادياً وديـمـوغــرافــيـًا. فـمِــنْ واجــبِ الــمــسـؤولــيـن، حِــفــاظــاً عــلــى بَــلــدِنــا وشــعــبِــه، تــوحــيــدُ مَــوقِـفِـهـم مِـنْ هــذه الــقَــضــيـة، ووضـعُ خِـطـةٍ واضِـحـةٍ لِــمُـعــالَـجَــتِـهـا بِـشَـكْـلٍ لائـق، والـتَحَـلّي بالجُـرأةِ في مُـواجَهَـة الـمـجـتـمعِ الـدولـي”.

وشدّد على وجوب أن تــكــونَ لــديــهــم “إرادةُ حِـمـايَـةِ الــشــعــبِ مِـنْ كُـلِّ خَـطَـرٍ مِـنْ أيَّـةِ جِـهَـةٍ أتـى، صَـديـقَـةٍ أو عَــدُوّة، وأن يُــطَــبِّــقــوا الــقــوانــيــن عــلــى كــلِّ مُـقــيـمٍ عـلـى أرضِ لـبـنان، تَـمـامـاً كـمـا يُـعـامَــلُ الــلــبــنــانــيــون فـي الـخـارج. عـلـى جـمــيـعِ الـمـسـؤولــيـن مِـنْ أكـبَـرِهـم إلـى أصـغــرِ بـلـديـةٍ أخــذُ الأمـورِ بِـجِـديِّـة تَـلافِــيـاً لـلأسـوأ. لـقـد مَــرَّتْ ســنـواتٌ ولـم نَــرَ مُـعـالَـجَـةً جِـدّيـةً. الـبـعـضُ يَـتَـغـاضـى عــن الأمـر، وآخـرون يَـتـقـاعَـسـون، والـبـعــضُ يَـكـتَـفـي بـالـكـلامِ وتَـوصـيـفِ الـوضع. واجِـبُ الـمَـسـؤولِ تَـقْــلـيـلُ الـكـلامِ والإكـثـارُ مِـنَ الـعَــمَـل. الـمُـواطــنُ لـيـسَ مـسـؤولاً. الـحُـكّـامُ مـسـؤولـون وعـلـيـهـم إيـجـادُ الحَـلِّ، وعـلى الـمـواطِـنـيـن أنْ يـكـونـوا أكـثـرَ وَعْـيـاً فــلا يَــنــزَلِــقــون إلــى أعــمــالٍ غــيــرِ قــانــونــيــةٍ أو غــيــرِ إنــســانــيــةٍ تُــؤدي إلــى إشــكـــالاتٍ وصِـدامـات. الإنــســانُ، كــلُّ إنــســانٍ خُــلِــقَ لــيــعــيــشَ فــي الــكــرامــةِ الــتــي خَــلَــقَــه اللهُ عــلــيــهــا، لــذا على جــمــيــعِ الــمــسـؤولــيــن، فــي لــبــنــانَ والــعــالــم، أن يَــتَــكــاتَــفــوا مِــنْ أجــلِ حِــمــايــةِ أيِّ إنــســانٍ مِــنْ أيــنــمــا أتــى، مِــنْ لــبــنــان وســوريــا وفــلــســطــيــن والــعــراق وأيِّ مَـكـانٍ فـي الـعــالَـم. الــنــازحــون ضــحــايــا ومِـنْ واجِــبِ الـجـمـيـعِ إيـجـادُ حـلٍّ لِــقَــضــيــتـِـهــم، عـلى ألاَّ يَـكـون عـلى حِـسـابِ شـعــبٍ آخـر”.

وختم عظته قائلاً: “غَـداةَ ذِكـرى 13 نـيـسـان نَـسـألُ الله أنْ يَـحْـمـي لـبـنـانَ وشـعْــبَـهُ مِـنْ كُـلِّ خَـطَـرٍ وتَـشَـرذُمٍ وحَـربٍ، ويَـجْـعَــلَـه مِـثـالاً لـلـعـيـشِ بـسـلامٍ فـي دولـةٍ عـادِلَـةٍ يَـحـكُـمُـهـا الـقـانـون. آمـيـن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى