استمرّ الجدل حول ملف النازحين السوريين المتفاقم في لبنان، وتداعياته الدراماتيكية على مختلف الأصعدة والميادين، ما يوحي وكأن المسؤولين يدورون في حلقة مفرغة على صعيد التعاطي مع هذا الملف الشائك. وفي هذا السياق، قالت النائبة “التغييرية” نجاة عون صليبا لـ “الديار” ان “المقاربة والمعالجة لهذا الملف تأتي من زاوية الشعبوية، لأنه لا يجب فلسفة ملف النازحين، وأمامنا مثالان حاضران على كيفية التعاطي مع هذا الملف وهو تركيا والأردن، اللذان نجحا في تثبيت سياسة الدولة، وإجبار النازحين السوريين على البقاء في مخيمات بعيدة عن مجتمعاتهما، من أجل ضبط مخيمات النزوح. بينما في لبنان الواقع مختلف، حيث ان المفوضية الأوروبية دفعت للبنان 12 مليار دولار من أجل إنشاء بنى تحتية، والتغاضي عن بقاء السوريين المنتشرين في كل المناطق. ولكن في المقابل، فإن من قبض هذه المليارات لم يعمل على تنفيذ أي بنى تحتية أو معالجة لملف النزوح، والمطلوب اليوم أن تقوم الدولة اللبنانية باتخاذ الإجراءات اللازمة لمواجهة تداعيات النزوح السوري من دون استشارة الدول الأوروبية، من أجل حماية المواطنين اللبنانيين، وهذا هو واجب الدولة اللبنانية المسؤولة عن تثبيت الأمن ومنع تفلّته”.
وعما بقي من لبنان، تؤكد أنه “بقي الكثير من لبنان، وكثيرون الذين يحبون هذا البلد ويريدون العمل من أجله، ولا سيما أننا اليوم في عيد العمال. لذا، أريد أن أحيي كل فرد آمن بهذا البلد ويعمل على إعماره ويساهم في بنائه رغم كل التحديات، كثيرون سافروا وعادوا بعدما أدركوا أن هذا البلد هو قطعة من السماء، وعلى الصعيد المحلي الاجتماعي لا أريد أن أفكر، ولا أحب أن أشعر أن هذا البلد مهدّد بكيانه وبوجوده، هناك تحديات كبرى هذا أكيد، ولكن من الضروري التشبّث بوجودنا وبكياننا، وأنه علينا أن نؤمن بفكرة إمكاناتنا بإعادة إعمار هذا بلدنا”.
ولكن هناك بعض اليأس لدى البعض وعدم ثقة بالمستقبل، أليس كذلك؟ تجيب: “الواقع يشير إلى ما هو أكثر من عدم الثقة، هناك تأثير سلبي أيضاً على صعيد التأخير الحاصل في مواكبة التطوّر الذي يعيشه العالم، ولا سيما البلدان المحيطة بلبنان، لأن العالم يتطوّر بسرعة فائقة في ظل العجز اللبناني عن مواكبته، نتيجة تلهّي الأطراف الداخلية بالحسابات الحزبية الضيقة والشخصية، بحيث بات اللبناني يشعر وكأنه خارج الزمن، لأن السلطة القائمة لا تؤدي دورها وهي التي تضعنا خارج الزمان والمكان. وقد ساهم عدم تطبيق الطائف وعدم الالتزام بأي إصلاحات في خسارة لبنان ثقة المجتمع الدولي فيه، فبات لبنان معزولاً عن العالم الخارجي. وبالتالي، فإن عدم الثقة الخارجية بالسلطة الحالية التي حاولت التذاكي على كل الدول المانحة التي كانت تريد دعم لبنان، قد ساهم في خسارة أي دعم دولي، علماً أن هذه السلطة التي ركّزت فقط على تحقيق مكاسب خاصة بها، قد سمحت بالوصول إلى الوضع الحالي وإلى نشوء دويلة داخل الدولة”.
وعن محاولة البعض حمل اللبنانيين على الاعتياد على غياب رئيس الجمهورية، تشير إلى “أن هذا نهج متّبع، وبمجرد قبولهم قيام دولة داخل الدولة، هم هدموا العمل المؤسساتي، وعملوا على خلق مؤسسات خارج المؤسسات الشرعية، كقطاع مولدات الكهرباء والمياه والنفايات مثلاً”.
وحول عدم المشاركة في لقاء معراب، توضح أنهم “كمجموعة من ستة نواب “تغييريين”، تلقّوا دعوات مبكرة وآخرون متأخرة، والبعض لم تتم دعوته”.
وعن رأيها بعناوين اللقاء، أكدت أنهم كمجموعة النواب الستة يدعمون دائماً أي طرح يؤكد ويدعم وجود الدولة والسلطة الشرعية، “وأكدنا لقيادة القوات، أنه في حال أتى البيان داعماً للدولة فهذا ما نطمح إليه، لأننا من دعاة بناء الدولة وليس بإمكان أي طرف المزايدة علينا في هذا الأمر”.
وعن “عراضة” “الجماعة الإسلامية” في ببنين عكار يوم الأحد الماضي، تجد أن “مشهد الاستعراض المسلّح مخيف جداً، ويدفع بجميع اللبنانيين إلى التأكيد على أن مواجهة انحلال المؤسسات يبدأ عبر انتخاب رئيس الجمهورية، لأنه في غياب الانتظام العام في المؤسسات، فإن كل زعيم سيسعى إلى تزعّم منطقة ومؤسسة، وهنا مكمن الخطر في ما وصلنا إليه من واقع وانهيار للمؤسسات”.
وعن مصير الاستحقاق الرئاسي، ترى صليبا أنه “ما دام حزب الله متفرِّدا بقرار الحرب والسلم، فهذا يعني أنه متفرِّد أيضاً بقرار ترشيح سليمان فرنجية، ويعتبر أنه في رهانه على الوقت سيتمكن من فرض خياره على النواب”.
المصدر – الديار