تلقى الرئيس اللبناني العماد جوزف عون دعماً دولياً كبيراً ورحب «بالتوصل إلى اتفاق يؤمل ان يؤدي إلى نهاية الواقع المأساوي في غزة» مقدراً «الجهود الدولية التي بذلت في هذا الصدد». واعتبر «ان الالتزام الجدي من قبل إسرائيل ببنود الاتفاق يحتاج إلى متابعة من الدول الراعية والأمم المتحدة، لأن العدو الإسرائيلي عوّدنا على التملص من التزاماته والتنكر للقرارات الدولية، ولعل ما يجري في جنوب لبنان من اعتداءات وانتهاكات لوقف اطلاق النار خير دليل على ذلك».
وجدد الرئيس عون «التأكيد على حق الفلسطينيين في دولتهم السيدة استناداً إلى قرارات الشرعية الدولية» معتبراً «ان تطبيق الاتفاق الجديد سوف يسمح ببدء عودة المهجرين الفلسطينيين إلى ديارهم بالتزامن مع ضرورة اطلاق عملية إعادة اعمار ما تهدم في غزة المنكوبة».
ورحّبت وزارة الخارجية والمغتربين اللبنانية «بإعلان التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة». وشددت «على ضرورة تثبيت هذا الاتفاق، والعمل على إدخال المساعدات الإنسانيّة اللازمة إلى القطاع بشكل فوري».
وأكدت في بيان «دعمها للشعب الفلسطيني في سعيه للحصول على حقوقه المشروعة كاملة» معتبرة «هذا الاتفاق خطوة هامة نحو تخفيف معاناة الشعب الفلسطيني بعد أن تخطى العدوان الإسرائيلي على غزة 15 شهراً، مما أدى إلى كارثة إنسانيّة غير مسبوقة في القطاع». وأملت في «أن يُتوّج هذا الاتفاق بجهود دولية إضافية وفاعلة للتوصل إلى حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية، استنادًا إلى مبادرة السلام العربية الصادرة عن قمة بيروت عام 2002 وحل الدولتيْن بما يضمن أمن واستقرار المنطقة».
دعوة لزيارة الدوحة
وفي نشاط قصر بعبدا، استقبل الرئيس عون السفير القطري الشيخ سعود بن عبد الرحمن آل ثاني الذي هنأه بانتخابه رئيساً وسلّمه رسالة من أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني كرّر فيها تهنئته بانتخابه، متمنياً «ان يشهد عهده مرحلة جديدة يسودها الأمن والاستقرار والازدهار» ووجّه إليه دعوة لزيارة قطر.
ومما جاء في رسالة الشيخ تميم: «أود أن أكرر لكم التهاني بمناسبة انتخابكم رئيساً للجمهورية اللبنانية الشقيقة متمنياً لفخامتكم موفور الصحة والعافية والتوفيق، وآملاً ان يشهد عهدكم مرحلة جديدة يسودها الامن والاستقرار والازدهار في بلدكم. كما يسرني ان أوجّه الدعوة لفخامتكم لزيارة بلدكم الثاني قطر في موعد يتم تحديده عبر القنوات الدبلوماسية، لتتيحوا لنا الفرصة للقائكم والترحيب بكم في الدوحة، وتبادل وجهات النظر معكم حول القضايا ذات الاهتمام المشترك والسبل الكفيلة بدعم وتعزيز العلاقات الأخوية الوطيدة بين بلدينا في شتى المجالات لما فيه خير ومصلحة شعبينا».
وبعد اللقاء، قال السفير القطري: «أحب ان أبارك لفخامة الرئيس جوزف عون واليوم قدمت له رسالة من سمو الأمير الشيخ تميم بن حمد آل ثاني يدعوه فيها للقيام بزيارة رسمية إلى دولة قطر. كذلك اكدت ان قطر مستمرة في دعم الجيش اللبناني في عام 2025 ونحن لطالما كنا السباقين في دعم لبنان في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية».
تلقّى دعوة من الشيخ تميم لزيارة العاصمة القطرية …الصفدي وغوتيريش وماكرون يزورون لبنان للتضامن معه
والتقى الرئيس عون وزير الخارجية وشؤون المغتربين الأردني أيمن الصفدي الذي زار ايضاً رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي. وأكد المسؤول الاردني «أننا نقف بشكل مطلق إلى جانب لبنان في هذه المرحلة لتكون بداية جيدة له ولإعادة استقراره ولأمنه ونحن نقف بالمطلق إلى جانب الأمن والاستقرار ونؤكد التزام إسرائيل بوقف إطلاق النار».
عون ـ الصفدي
وأكد «أن بيروت ستستعيد دورها في المنطقة، ونفتخر بالقيادة اللبنانية» مشدداً على «أن كل الدعم يُقدم ليستعيد لبنان مكانته الرائدة، وبالقيادة والشعب اللبناني، سيستعيد لبنان موقعه».
وأضاف: «بدأنا النقاش حول تزويد الأردن للبنان بالكهرباء والنقاش بهذا الشأن مستمر. ويجب على إسرائيل تطبيق وقف إطلاق النار في لبنان وأن توقف خروقاتها» مؤكداً «أن دعم الأردن للجيش اللبناني مستمر» لافتاً إلى «أننا نبحث مع شركائنا في العالم في توفير ما يحتاجه الجيش من إمكانات وقدرات أساسية ليقوم بدوره».
ومن زوار بعبدا شيخ العقل لطائفة الموحدين الدروز الشيخ سامي أبي المنى على رأس وفد حيث تمنى شيخ العقل «أن نساهم سويًا ببناء الدولة والمؤسسات وزرع الثقة ومن مسؤوليتنا تعزيز الروح الايجابية بتعاوننا جميعًا» وقال «أظن الجميع من دون استثناء سيسيرون في مسيرة بناء الدولة بإيجابية».
وأضاف: «مسؤوليتنا أن نبث الروح الإيجابية في الوطن التي أطلقها الرئيس ولكل حقه في اتخاذ الموقف المناسب».
ويعود إيمانويل ماكرون اليوم الجمعة إلى لبنان بعد نحو أربع سنوات من زيارتين له إلى البلد في أعقاب الانفجار في مرفأ بيروت، لدعم الانفراج السياسي الذي تعذّر عليه تحقيقه وقتذاك و«لبنان جديد» من شأنه أن يعزّز دور فرنسا في الشرق الأوسط.
ماكرون إلى بيروت
والهدف من زيارة الرئيس الفرنسي «مساعدة» نظيره اللبناني جوزف عون الذي انتخب قبل أسبوع بعد اكثر من سنتين من شغور الرئاسة اللبنانية ورئيس الوزراء المكلّف نواف سلام على «تعزيز سيادة لبنان وضمان ازدهاره وصون وحدته» حسب ما جاء في بيان صادر عن الإليزيه. ومن المرتقب أن يجتمع ماكرون بالمسؤولين الجديدين.
وتنوّه دوائر الإليزيه بالتطوّرات الأخيرة في البلد الذي كان تحت الانتداب الفرنسي والذي يكتسي في نظر باريس «قيمة رمزية وأخرى استراتيجية خاصة في الشرق الأوسط الحالي».
في آب/أغسطس 2020، بعد الانفجار الذي هزّ مرفأ بيروت وخلّف أكثر من مئتي قتيل، سارع إيمانويل ماكرون لزيارة لبنان حيث استقبل بحفاوة من جزء من السكان ابدى استياء شديدا من الطبقة السياسية المتّهمة بتقاعس تسبّب بالكارثة. ولا شكّ في أن تلك الزيارة شكّلت محطّة بارزة في ولاية ماكرون.
وعاد بعد ثلاثة أسابيع في مسعى لدفع الأطراف المختلفة إلى الالتزام بتشكيل حكومة إصلاحية من شأنها أن تنتشل البلد من مشاكله الاقتصادية والاجتماعية.
ولم يقم بزيارة ثالثة كان قد تعهّد بها، في ظلّ إخفاق في تشكيل حكومة عدّه ماكرون «خيانة» لوعوده.
وواصل ممارسة الضغط على الأطراف اللبنانية، معيّنا وزير الخارجية السابق جان-إيف لودريان مبعوثاً خاصاً في حزيران/يونيو 2023 في مسعى لتيسير انتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية. لكن، كان لا بدّ من الانتظار سنة ونصف سنة قبل أن ينتخب البرلمان اللبناني الأسبوع الماضي قائد الجيش العماد جوزف عون رئيساً للبلد. وسمى الأخير الدبلوماسي المخضرم نواف سلام رئيساً للحكومة بعد استشارات نيابية ملزمة.
وترى الدبلوماسية الفرنسية في هذا التعيين «انتصارا» يكّرس جهودها لأن القاضي الدولي الذي يحظى باحترام كبير كان مرشّحها للمنصب لكنّ تسميته بقيت تواجه تحفّظات من حزب الله الموالي لإيران واللاعب البارز في الساحة السياسية في لبنان.
غوتيريش في بيروت
يقوم الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، بزيارة للبنان بعد وصوله أمس إلى بيروت للتأكيد على تضامن الأمم المتحدة مع هذا البلد بعد انتخاب الرئيس اللبناني الجديد جوزف عون.
ووصل الخميس الى بيروت في زيارة «تضامن» تستمر ثلاثة أيام، وفق ما أعلن متحدث باسمه. وقال نائب المتحدث باسم الأمين العام فرحان حق خلال إيجاز صحافي في نيويورك إنّ غوتيريش وصل إلى بيروت في «زيارة تضامن» يلتقي خلالها مسؤولين لبنانيين ويتفقّد مقر قيادة قوة الأمم المتحدة الموقتة في جنوب لبنان (يونيفيل).
جاء ذلك في بيان رسمي صادر عن مكتب المتحدث الرسمي للأمين العام صباح الأحد. وأضاف البيان أن هذا القرار جاء بعد اتصال هاتفي بين الأمين العام والرئيس المنتخب جوزف عون ورئيس الوزراء نجيب ميقاتي، واللذين وجها دعوة رسمية للأمين العام لزيارة لبنان. وقد قبل الأمين العام الدعوة من أجل التأكيد على دعم الأمم المتحدة للبنان في عملية استعادة وحدة أراضيه وسيادته والخروج من أزمته الاقتصادية.
وأعلن أمس منسق الشؤون الإنسانية والمقيم في لبنان، عمران رضا، عن تخصيص مبلغ 30 مليون دولار من صندوق لبنان الإنساني لدعم الاستجابة الطارئة في البلاد. وستمكن هذه الأموال شركاء الأمم المتحدة، بما في ذلك المنظمات غير الحكومية المحلية والمنظمات المجتمعية، من تقديم المساعدة في مجالات الأمن الغذائي والمأوى والتغذية والحماية والرعاية الصحية والمياه والصرف الصحي، فضلاً عن التعليم.
وقال إن التخصيص الجديد سيوفر شريان حياة حيويًا، مما يتيح الدعم لكل من العائدين إلى البنية التحتية المتضررة وأولئك الذين ما زالوا نازحين.
وردا على سؤال «القدس العربي» للمتحدث الرسمي للأمين العام، ستيفان دوجريك، ما إذا كان الأمين العام ينوي الاتصال بالقيادة السورية الجديدة أو زيارة سوريا قال: «لا توجد خطط في الوقت الحاضر لاتصال الأمين العام بالقيادة الانتقالية لسوريا والاتصالات يقوم بها مبعوث الأمين العام الخاص لسوريا السيد غير بيدرسون، والذي كما تعلمون كان في سوريا منذ بداية التطورات الأخيرة».