
جرت الانتخابات البلدية والاختيارية في محافظتي الشمال وعكار في جولة ثانية بعد انتخابات محافظة جبل لبنان، وسط حضور أمني كثيف للجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي وسائر الاجهزة الأمنية خارج أقلام الاقتراع وفي الساحات الرئيسية حرصاً على حُسن سير عملية الاقتراع.
ويبلغ عدد الناخبين في الشمال 614147 ناخباً وفي عكار 294747 ناخباً في ظل ترقب لنسبة الاقتراع التي تفاوتت بين قضاء وآخر، وجاءت النسبة الأقل في مدينة طرابلس.
وقد تفقد رئيس الجمهورية جوزف عون غرفة العمليات التابعة لقوى الأمن الداخلي بحضور وزير الداخلية أحمد الحجار، وأثنى «على أداء القوى الأمنية» متمنياً «أن تكون نسبة الاقتراع مرتفعة اليوم» معتبراً «أن الانتخابات البلدية والاختيارية هي إنمائية وليست سياسية». وأوضح عون «أن موضوع الرشاوى في جبل لبنان يُتابع من قبل القضاء وهناك توقيفات والدولة اللبنانية عادت إلى سكّتها الصحيحة وهذه رسالة للداخل والخارج».
كما حضر إلى غرفة العمليات وزير الدفاع ميشال منسى والتقى وزير الداخلية الذي أوضح «أن العملية الانتخابية انطلقت في جميع الأقلام بسلاسة وهدوء، وتم معالجة الأمور البسيطة» وكرر نداءه إلى «المواطنين والمعنيين بعدم مخالفة القوانين وعدم التهاون في أي مخالفة» كما دعا الجميع إلى» الإقبال على الاقتراع لممارسة هذا الحق الديموقراطي بعد تسع سنوات من الانتظار» مشيراً إلى «ضبط حالة رشوة من قبل جهاز أمن الدولة ويتم التحقيق بها بإشراف القضاء».
وأكد وزير الدفاع «أن التعاون موجود مع وزارة الداخلية والجيش منتشر في كل الأراضي اللبناني» وقال «الفشل ممنوع، والانتخابات ستحدث والجيش سيقمع أي مخالفة».
حماسة انتخابية في بلدات وأزمة تمثيل مسيحي وعلوي في طرابلس
وجرت الانتخابات البلدية في أجواء تنافس اختلط فيها العاملان السياسي والعائلي، وتميزت الانتخابات في الشمال بمعارك ذات طابع سياسي في عدد من البلدات الكبرى والصغرى وللفوز باتحادات البلديات لا سيما في البترون والكورة وزغرتا فيما اتحاد بلديات بشري محسوم للقوات اللبنانية.
البترون
وقد أدلى رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل بصوته في البترون حيث هناك لائحة توافقية تحت عنوان «كلنا للبترون» تضم مرشحين من حزب «القوات اللبنانية» برئاسة رئيس البلدية الحالي مارسلينو الحرك في مواجهة لائحة أخرى غير مكتملة تحت عنوان «للبترون وأهلا». ويبلغ عدد الناخبين في قضاء البترون 62651 ناخباً في 68 بلدة، حيث تم تحديد مراكز الاقتراع والاقلام التي بلغ عددها 105 اقلام للاقتراع البلدي، و143 قلم اقتراع الاختياري، وقد فازت 3 بلديات بالتزكية هي دوما، راشكيدا وبيت شلالا فيما تخوض 28 بلدة بترونية انتخابات ابرزها في تنورين حيث تتخذ المعركة طابعاً سياسياً تتنافس فيها لائحتان الأولى توافقية هي لائحة «تنورين قبل الكل» مدعومة من القوات اللبنانية والمحامي مجد حرب واللائحة الثانية هي لائحة «تنورين الغد معاً» مدعومة من «التيار الوطني الحر» وأحد فاعليات البلدة نزار يونس.
وشهدت بلدة شكا تنافساً بين لائحة «شكا بتستاهل» المدعومة من القوات والكتائب والثانية لائحة «كلنا شكا» مدعومة من «تيار المردة» و«التيار الوطني الحر». وانسحب التنافس على بلدات عبرين، حامات، حردين ـ بيت كساب، شبطين، كوبا، راسنحاش.
في قضاء الكورة، يبلغ عدد بلدات الكورة 42 بلدة وعدد المرشحين للمقاعد البلدية 630 مرشحاً.
وقد فازت بالتزكية 10 بلدات هي: بكفتين، بشمزين، بصرما، بتعبورة، دارشمزين، عفصديق، بترومين، كوسبا، كفرصارون، ورشدبين. وشهدت بلدة إنفه معركة بين «تيار المردة» والتيار العوني من جهة و«القوات اللبنانية» من جهة أخرى.
حماوة في زغرتا
في زغرتا، اتجهت الأنظار إلى المعركة الحادة بين كل من «تيار المردة» برئاسة الوزير السابق سليمان فرنجية ورئيس «حركة الاستقلال» النائب ميشال معوض اللذين تبادلا الاتهامات قبل وخلال العملية الانتخابية حول عدم رؤية إنماء من الطرف الآخر.
وتبدو المعركة في بلدة زغرتا محسومة لـ«تيار المردة». أما في قضاء زغرتا الذي يضم 32 مجلسًا بلديًا، فقد فازت بالتزكية المجالس البلدية في بلدات: إيعال، حارة الفوّار، راسكيفا، عرجس، كفرحاتا، وكفرفو. فيما شهدت بلدات رشعين، أرده، عشاش، مزياره، مرياطه، وعلما منافسة محتدمة.
وكان النائب طوني فرنجية تحدث قبل ايام عن «رشوات واموال تدفع في منطقة زغرتا والقضاء قبيل الانتخابات البلدية، متهماً بطريقة غير مباشرة النائب معوض الذي رد قائلاً: «الفيل بطير بس ما بعلي ومش هلقد» ليرد فرنجية: «شفنا هضمنات و«الفيل بطير بس ما بعلي بس ما شفنا أجوبة على أسئلتنا».
في عاصمة الشمال طرابلس، تنافست 7 لوائح وازدحمت جدران بعض الشوارع بصور المرشحين، وأدلى الرئيس نجيب ميقاتي بصوته داعياً «إلى إبعاد السياسة عن العمل البلدي الانمائي» وقال «دورنا كسياسيين أن نكون صلة الوصل مع الادارة المركزية ومع تنفيذ المشاريع للمدينة».
التمثيل في طرابلس
وشدد النائب أشرف ريفي بعد الادلاء بصوته على «تكريس العرف في تمثيل المسيحيين والعلويين» لكنه قال «كثرة اللوائح تؤدي إلى التشطيب والإطاحة بهم، واذا ما أردنا الحفاظ على تنوعنا يجب الحفاظ على العيش المشترك» موضحاً «في عام 2016 ناديت أن تكون الأسماء نفسها من إخواننا المسيحيين والعلويين على اللوائح الأساسية، لكن لم يلب أحد النداء واليوم أيضاً الشيء نفسه».
في قضاء المنية الضنية، فازت 13 بلدية بالتزكية هي: حرف السّياد، الحازمية، بحويتا إفقا وبشناتا، دير نبوح، مراح السّراج، الروضة، قرصيتا، بقاعصفرين، عيمار، بيت الفقس، زغرتغرين وكهف الملول، وبرج اليهودية. وقال النائب السابق عثمان علم الدين «عشنا 9 سنوات من الأزمة السياسية وحاولنا اليوم في المنية الخروج من منطق العشائرية والتفكير في مصلحة المنية فقط».
«بشري للقوات»
في قضاء بشري فازت 7 بلديات بالتزكية من البلديات المدعومة من «القوات اللبنانية» هي بقاعكفرا، حدشيت، حصرون، قنات، حدث الجبة، وطورزا. أما في بشري مسقط رأس رئيس «القوات» سمير جعجع فتشكلت لائحة في مقابل لائحة «الجمهورية القوية» مدعومة من النائب وليم طوق والصحافي رياض طوق.
استمرار انتهاكات جيش الاحتلال الإسرائيلي وسقوط جريحين في الجنوب
وقد وصفت النائبة ستريدا جعجع النهار الانتخابي بـ«العرس الديمقراطي» وانتقدت من سمّتهم «المتنطحين» في اللائحة المقابلة الذين أرادوا القول إن هناك معارضة لـ«الحكيم» في قلب بشري. وتوقعت أن تنال اللائحة المدعومة من «القوات» نسبة 62 في المئة من الأصوات وأن تكون النتيجة محسومة». وأوضحت «لسنا ضد التنوع في بشري وسنرسل وردة إلى الحكيم وبيلبقلو». وقد خالف النائب وليم طوق رأي ابنة عمه النائبة ستريدا، ولم يرَ «أن المعركة سياسية بل إنمائية».
إشكالات وشكاوى
وسجلت العملية الانتخابية عدداً من المخالفات والاشكالات والشكاوى، أبرزها شكوى من عدم حصول إحدى اللوائح في طرابلس على التصريحات التي طلبتها للمندوبين، ووقوع اشكال في قلم اقتراع في بلدية مارتوما في عكار، وإشكال مماثل في بخعون في المنية ما أدى إلى تدخل الجيش، وآخر في بلدة عيات ومدرسة بحنين وبلدة تكريت اضافة إلى اشكال كبير في بلدة فنيدق امام مركز اقتراع للنساء، حيث حصل تدافع مع عناصر الجيش تم في خلاله الاعتداء على جندي، وجرح مواطن اثر طعنه بسكين. وشهدت فنيدق معركة محتدمة بين اللائحة المدعومة من النائب وليد البعريني وللائحة مدعومة من أحد كوادر «تيار المستقبل» عبد الاله زكريا.
ووزعت وزارة الداخلية عدد الشكاوى التي وردتها كالاتي:
عدد الشكاوى: 307
الشكاوى الادارية: 253
الشكاوى الامنية: 18
الشكاوى الواردة عبر وسائل الاعلام ووسائل التواصل الاجتماعي: 36
أعلى نسب الشكاوى حسب القضاء:
عكار: 41 وطرابلس: 25.5٪.
وبعد محطتي جبل لبنان والشمال ستجري انتخابات بيروت والبقاع الأحد المقبل في 18 أيار ثم تجري انتخابات الجنوب في 24 ايار.
إصابة مواطنَين في الجنوب
في موضوع استمرار انتهاكات إسرائيل في الجنوب، أقدمت قوات الاحتلال أمس الأحد على إطلاق قذائف مدفعية في اتجاه بلدة عيتا الشعب في جنوب لبنان، وأطلقت رصاصاً مطاطياً في بلدة مارون الراس مما ادى إلى إصابة مواطنين اثنين.
وألقت طائرة درون إسرائيلية قنبلة بين بلدتي يارين والضهيرة، من دون تسجيل إصابات في صفوف المواطنين.
على خط آخر، اعترض عدد من أهالي بلدة ياطر دورية لقوات «اليونيفيل» بعد أن دخلت أحياء البلدة من دون مواكبة من الجيش اللبناني، ما أدى إلى وقوع إشكال بين عدد من أهالي البلدة وعناصر من القوة الايطالية تخلله اعتراض الدورية وركن سيارة رابيد أمامها لمنعها من مواصلة عملها.
ومنذ بدء سريان اتفاق وقف إطلاق النار في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، ارتكبت إسرائيل ما لا يقل عن 2777 خرقاً له، ما خلّف 199 شهيداً و491 جريحاً على الأقل، وفق إحصاء لوكالة الأناضول استنادا إلى بيانات رسمية لبنانية.
وتنصلت إسرائيل من استكمال انسحابها من جنوب لبنان بحلول 18 فبراير/ شباط الماضي، خلافاً للاتفاق، إذ نفذت انسحاباً جزئياً وتواصل احتلال 5 تلال لبنانية رئيسية، ضمن مناطق احتلتها في الحرب الأخيرة.