بلديات

معركة الاتحاد البلدي في البترون: من سيشكّ عَلَمه؟

رنا البايع_"المدن"

في الاتّحاد قوّة، هكذا قيل في انتخابات البترون عندما تحالف التيار الوطني الحرّ مع القوّات اللبنانية والمردة. ففاز التحالف الذي ضمهم والرئيس السابق مارسيلينو الحرك ببلدية البترون. لكن في اتحاد بلديات البترون تختلف الأهداف والأجواء مع اختلاط الأوراق كلّها بعودة كلّ فريق إلى موقعه الطبيعي، ما ألقى بظلاله على عملية انتخاب رئيس اتحاد جديد.

وكانت المؤشرات الإيجابية تشير إلى تزكية رئيس بلدية البترون مارسيلينو الحرك لرئاسة اتحاد بلديات قضاء البترون وذلك بعد حديث عن احتمال تراجع مرشّح حزب القوات اللبنانية رئيس بلدية كور روجيه يزبك عن خوض المعركة. لكنّ مصادر مقربة من يزبك نفت الأخبار المتداولة عن انسحابه من السباق الانتخابي أعاد الأمور إلى المربع الأوّل.

إكتمال عقد مجلس الاتحاد الاتحاد
انتهت عمليات انتخاب رؤساء 27 مجلساً بلدياً في قضاء البترون بسلاسة وضمن المهل القانونية من أصل 28، غير أن الخلاف بين أعضاء المجلس البلدي في راسنحاش بسبب مشكلة قانونية عالقة أمام مجلس شورى الدولة كان السبب الأساسي في تأخير الدعوة إلى  انتخاب رئيس جديد للاتحاد. وكانت نتيجة الانتخابات البلدية في راسنحاش انتهت بفوز 6 أعضاء مقابل 6 لكلّ لائحة من اللائحتين المتنافستين، فيما أحد الأعضاء لا يزال موظفاً في البلدية ولم يقدم استقالته وفقاً للأصول.

لكن الوقت يداهم انتخابات الاتحاد، تقول مصادر خاصة لـ”المدن” مشيرة إلى أنّ قائمقام البترون روجيه طوبيا، الذي يعمل ضمن المهل المحدّدة بقانون البلديات وهي شهر من انتهاء الانتخابات، دعا أمس أعضاء مجلس بلدية راسنحاش لعقد جلسة انتخاب رئيس. نجحت مساعي الخير، فانتخبت الرئيسة بدر سهيل مراد ونائب الرئيس بلال شبيب بنتيجة 7 أصوات من أصل 12 في جلسة مكتملة النصاب.
وتؤكد المصادر نفسها أن القائمقام سيدعو هذا الاسبوع إلى تحديد جلسة لانتخاب رئيس ونائب رئيس الاتحاد مطلع الأسبوع المقبل ما يعني أنها ستحصل ضمن مهلتها القانونية أي بعد أسبوعين من اكتمال عقد مجلس الاتحاد.

عودة إلى التموقع الطبيعي
في هذا الوقت تستمرّ التحركات السياسية والبلدية على الأرض، بعد أن أسقط الفريقان الأساسيان في البترون تحالفهما المؤقت في البلدية، ودخل على الخط مجد حرب الذي أكّد وقوفه إلى جانب مرشح القوات اللبنانية روجيه يزبك المدعوم أيضاً من النائب السابق سامر سعادة، في “محاولة لكسر احتكار التيار الوطني الحر لرئاسة الاتحاد، فالمشكلة مع نهج التيار الذي يعتبر قضاء البترون حكرأً له”.

القوات من جهتها تبدو مطمئنة إلى سير الأمور، وتثق بقدرة مرشّحها على الفوز في مواجهة مرشّح التيار. وتعتبر أنّ منطق باسيل بعيد عن الواقع وهو موهوم بحجمه إذ يحاول أن ينسب حجم القوات في القضاء إليه لإيهام الرأي العام أنّ معظم البلديات ستصوّت لمرشحه وهو “يستقتل” للحفاظ على رئاسة الاتحاد بالوسائل كافة.

يحتاج مارسيلنو الحرك إلى 15 صوتاً ليفوز بالاتحاد من أصل 28، لكنّ أوساط التيار الوطني الحرّ تعتبر أنّ التوافق على الحرك لا يزال مطروحاً واليد ممدودة للجميع، مشيرة إلى أنّ ما يروّجه الفريق الآخر عن سيطرة الوزير جبران باسيل على الاتحاد غير صحيح لأنّ الاتحاد في عهد مارسيلينو الحرك ضمّ الأفرقاء كلّهم واتحاد بلديات البترون لا دور سياسياً له إنّما إنمائي، وتضيف:”واذا لم يربح الحرك فالفريق الآخر سيكون أول المنزعجين من غيابه لأنّه لم يمارس العمل السياسي طوال فترة ترؤسه الاتحاد إنما ساعد جميع البلديات بعدالة”. وتتساءل هذه الأوساط عمّا إذا كان لدى مجد حرب مشروع آخر غير إسقاط جبران باسيل.

 من جهتها، المردة المحسوبة من الأصدقاء للحرك تؤكد توجّه أصدقائها من رؤساء بلديات البترون للتصويت إلى الحرك انسجاماً مع التحالف الذي شبكته مع التيار الوطني الحر.

فيما الوزير السابق جبران باسيل يسعى إلى تحقيق أوسع دعم لمارسيلنو الحرك الصديق المقرّب منه. وهو خضع بحسب تصاريحه لإرادة وخيارات الناس في الانتخابات البلدية التي كان طابعها عائلي بامتياز.

حلف ثلاثي في وجه باسيل
لكنّ انتخابات الاتحاد شأن آخر والتحضير لها يختلف تماماً، في وقت يحاول الحلف الثلاثي، المؤلف من القوات ومجد بطرس حرب والكتائب الذي تشكل لأنّ كل طرف على حدة غير قادر على خوض المعركة، توجيه ضربة قاسية لباسيل في معقله في محاولة لخطف الاتحاد منه.

طرفا المعركة يبشران جمهورهما بالفوز، فيما الأرقام لا تزال غير واضحة لا سيما أن التحالفات البلدية في قضاء البترون كانت ظرفية، ومع انتفاء حاجتها عاد كلّ إلى تموقعه الأساسي، بالتالي الحديث عن فوز مؤكد لفريق أمر غير دقيق. والنتيجة تحسمها عملية الانتخاب علماً أن التيار الوطني الحرّ لديه 10 بلديات ستصوّت لمرشحه، والقوات وحلفائها لديها 10 بلديات مضمون صوتها، فيما 7 بلديات مختلطة بالتوجّه السياسي والانمائي، تقول أوساط التيار، مشيرة إلى أنّ “هناك بلديات ستصوّت لنا عرفاناً للجميل، على مساعدتنا لها في الانتخابات، وهذا أسلوب ترغيب وإقناع  فالترهيب ليس من ثقافتنا”.

فهل ينتظر باسيل مفاجأة كتلك التي كانت من نصيب آل الجميل في انتخابات اتحاد المتن الشمالي، أم أنّه سيلعبها صحّ وسيحسبها بالمليمتر على عكس سامي الجميل، و”يشكّ علمه” في الاتحاد؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى