
تم، برعاية وحضور نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى العلامة الشيخ علي الخطيب، إحياء اليوم السادس من محرم الحرام في مقر المجلس طريق المطار، في حضور حشد من علماء دين وشخصيات سياسية وقضائية وعسكرية وتربوية وثقافية واجتماعية ومواطنين.
وبعد تلاوة أي من الذكر الحكيم للقارئ أحمد المقداد قدم الحفل، الدكتور جهاد سعد فقال:” صرخ الإمام علي، في محراب شهادته : فزت ورب الكعبة. وذلك لأنه كان يرى أن فوزه في الدنيا والآخرة لم يكن ليكتمل إلا بالشهادة فهي التي تنبهنا إلى الثمن الذي يدفعه المعصوم لاستقامة الأمة عندما تنحدر إلى جاهلياتها الأولى والمستحدثة، وكذلك الأمر بالنسبة لسيد الشهداء الإمام الحسين الذي شخص الأزمة فوجد أن فوزه ونجاته وسفينة نجاة الأمة لن تبنى إلا بالتضحيات العظيمة التي توقف الإنحدار أو تغير المسار أو تقدم النموذج البديل … ولذلك رأينا الناطقة الرسمية باسم كربلاء تقول : ما رأيت إلا جميلا.. فبأي عين ومن اي منظور يرى أهل البيت تضحياتهم ويقيمونها؟”.
أضاف :”إن الناس لا يلتفتون أنهم بسكوتهم على الإنحراف يكبرون ثمن التضحيات التي يجب أن يدفعها خيار الأمة وعلى رأسهم ائمة آل البيت المؤتمنون على استقامة المسيرة وحفظ الرسالة وفهمها بعد رسول الله، فقد رأينا ملحمة الإمام الحسين بتلك الطريقة المفجعة والمؤلمة، لأن الإنحدار السياسي والإجتماعي وصل إلى درجة تحتاج إلى دم المعصوم وشهادته. والإستشهاد هنا جزء لا يتجزا من مشروع الإصلاح الإمامي للأمة ودافع روحي وطاقة جبارة تدفع بالمشروع إلى اقصى مداه في التاريخ وتبقيه حيا على مدى الدهر، وهذا هو فوز الأئمة بمنظور فلسفة التاريخ”.
وتابع:”ولا يمكن تقييم خيارات المعصومين بمعايير السياسة كما تمارس اليوم بل بعين المشروع الإلهي الذي كانت الشهادة وما تزال من عوامل نجاحه وديمومته وإبقائه شعلة متقدة تمنح النور على مر الدهور.
يقدم الإمام المعصوم على خيار الإستشهاد عندما يرى أن عليه أن يضيف دمه إلى فكره وجهده وجهاده وعمله ومواعظه لكي تؤتي كل هذه العملية ثمارها المرجوة، فهو ليس استشهاد اليائس ولا العاجز ، بل استشهاد المدرك لعمق الأزمة وسبل التأثير، وفرص النجاح ، وبالفعل تتوج الشهادة عمرا كان كله لله سبحانه وتعالى، فيتحول هذا العمر إلى نهر دفاق بالمعرفة والعمل والنور والإيمان يعود إليه كل من اراد أن يحدث تأثيرا إيجابيا في حياة الأمة، فكرا أو علما أو عملا أو شهادة. “لا يستوي أصحاب النار وأصحاب الجنة أصحاب الجنة هم الفائزون”.
والقى رئيس اللجنة الثقافية في المجلس المذهبي لطائفة الموحدين الدروز مستشار شيخ العقل للشؤون الدينية الشيخ وسام سليقا، كلمة شيخ العقل جاء فيها: بإسم سماحة شيخ العقل لطإئفة الموحدين الدروز، الدكتور سامي ابي المنى، جئنا اليوم في ليالي عاشوراء مشاركينكم قلبا وعقلا العزاء بشهادة ابي عبدالله الامام الحسين سيد الشهداء بأرض كربلاء، عظم الله اجركم.
تراني اقف بينكم اليوم لإتكلم عن شهادة عنوانها الحق في مواجهة الباطل لأتكلم عن شهادة أسد ضرغام وسيف حسام وبطل همام من ال خير البشر والانام ،لإتكلم عن شهادة ابن السيدة فاطمة الزهراء سيدة النساء ،عن شهادة حفيد الرسول من تحيا بحبه القلوب ،وتنهل من علمه العقول”.
إن الاسلام قد استطاع أن يتعامل مع العمق الانساني بكل احاسيسه الاي تجعل الانسان إنسانا يملك الثقة الكبيرة بجوده في كل قضايا الحياة، لذلك فان الخطوط العامة للفكر الإسلامي مبنية على اساس إنسانية الأنسان التي لا يختلف فيها زمن عن زمن ولا مكان عن مكان انما الاسلام جاء ليكرم الانسان ،وعد الانسان غرض الخالق سبحانه، فكل هدف ينطوي على تصغير القيمة الإنسانية فهو هدف مخالف للوجود، فالانسان اولا وكرامة الانسان اولا ثم تاتي القيم المادية خاضعة له مسخرة بخدمته.
إن الاسلام يريد للأنسان ان ينطلق من خلال الايمان بنظرته للحياة وأن ينطلق من موقع العلم في حركته ومسؤؤليته تجاه الحياة
وأن ينطلق من موقع العقل في مواجهة كل قضايا الحياة.
إن الاسلام فرض على المؤمن أن ينفتح على اخيه المؤمن ليحمل همه ويفرج كربته وليعينه في جميع أموره وليحفظه في ماله ونفسه، ومن هذا الايمان العظيم والأمانة الكبيرة انطلق الأمام الحسين حافظا للأمانة وحاملا هموم الناس معينهم في جميع امورهم.
إن السيد الحسين أستطاع ان يحي العقول النائمة ويرقي مداركها ويكشف الواقع الاليم امام أعين الناس.
إن كان بخطه ام باستشهاده ام بأيضاحه للحقائق ،وهنا نتمسك بما قاله سماحة الامام المغيب موسى الصدر.
ان الحسين هو شهيد كل مؤمن.
لعمري ان رسالة الامام الحسين هي رسالة أئمتنا الاطهار ومشايخنا الابرار . وهي رسالة سماحة الشيخ الدكتور سامي ابي المنى ورسالة دولة الرئيس الداعي الاول للحوار والشراكة الروحية الوطنية.
لان الشراكة الروحية الوطنية ليست نشيد ينشد أو قانون يكتب بل هي عهد بين الأموات والإحياء والمولدين غدا .
وهي أمانة يجب ان نحافظ عليها برموش العيون .
اصحاب السماحة ، فما بين عاشوراء كربلاء وبين جنوب العزة والوفاء ،الشهادة تجمع بين لهيب النار
واستسهاد الصغار والكبار .
بين صمود يشهد ومقاوم ارتقى واستشهد، يبقى العنوان الاكبر لبنان ، إما ان يبقى او يبقى ، لا خيار ثالث يطغى
فالبيوت تبنى والدمار يفنى ، لكن لبنان الكرامة يجب ان يبقى . فالمسؤولية مشتركة.
وأهل البيت ادرى بما هو اجدى .فالخارج مشكورا على سعيه الحقيقي الدائم لمساعدة لبنان لكن علينا من باب تحمل المسؤولية والحفاظ على الهوية الوطنية أن نذهب لمعالجة القضايا العالقة ،بعقل ودراية وحكمة فائقة من اجل لبنان وخلاصه “.
وفي الختام تلا الشيخ نعمة عبيد مجلس عزاء حسيني.