في«جعبته» أكثر من 17 دعوى، أما ضحاياه فهم بالعشرات، والقسم الأكبر منهم كان في مواجهته أمام محكمة الجنايات في بيروت برئاسة القاضي طارق البيطار، إنما أي من هؤلاء «لم يجرؤ» على الإعتراف أن أحمد ج. هو الذي كان يبيعه المخدرات، أما الأخير فتحلّى بـ«الجرأة» في الاعتراف بالترويج إنما «فقط الحشيشة ولا شيء غيرها».
لأكثر من ساعتين، مثل أحمد ج. «واقفاً» في قفص الاتهام، وعيناه شاخصتان صوب المقاعد داخل قاعة «الجنايات»، تحدقان بالحاضرين، ليميّز من بينهم المدعى عليهم بتعاطي المخدرات والذين سبق أن اعترفوا في التحقيقات الأولية بأن المتهم أحمد ج. هو «البائع»، إنما أمام المحكمة اختلفت الرواية «فأحمد ليس هو نفسه الذي باعنا الحشيشة»، وهذا كان لسان حال جميع المدعى عليهم.
كان «ملعب» المتهم أحمد ج. في مخيم شاتيلا، ويبيع الحشيشة بنفسه، فهو ليس لديه أي «موظف» يقوم بترويج «بضاعته»، إنما «أنا أقوم بذلك بنفسي»، قال أحمد ذلك وهو يحدق في أحد المدعى عليهم بطريقة أثارت انتباه القاضي البيطار الذي نبّهه إلى عدم القيام بأي إشارة منه توحي بالتأثير على المدعى عليهم.
طال وقوف أحمد ج. في قفص الاتهام لكثرة الدعاوى المُلاحق بها أمام المحكمة، ما دفع رئيس «الجنايات» إلى السماح له بالجلوس إذا كان يرغب بذلك، لكن أحمد بدا متماسكاً واستمر طوال فترة محاكمته التي امتدت لأكثر من ساعتين واقفاً، علماً أن قوة من «شعبة المعلومات» في سجن رومية المركزي هي التي توّلت إحضاره إلى المحكمة، ما يشير إلى أنه كان من أخطر المروّجين، وهو، وقبل أن يبدأ رئيس المحكمة بمحاكمته في سلسلة الدعاوى المُلاحق فيها، بادر إلى معايدته «ينعاد عليك ريّس»، ليعود بعد ذلك المتهم و«يستجمع قواه»، ايذاناً بانطلاق الجلسات التي أرجئ عدد منها إلى الحكم في أواخر الشهر الجاري فيما رحّلت ملفات أخرى إلى شباط المقبل.
وباستجوابه اعترف أحمد ج. بأنه يروج المخدرات من «نوع الحشيشة فقط»، ورمى التهمة أيضاً على المدعو ابراهيم ب. الملقب بـ«بوب» الذي «قد يكون باع باسمي»، وأعطى أوصاف الأخير. وأضاف أثناء استجوابه في دعوى أخرى أنه «قد أكون بعت الحشيشة للمدعى عليه محمد ح. إنما لا أذكره»، وربما لكثرة «الزبائن» فإن أحمد ج. قد تكون قد خانته ذاكرته فلم يعد يعرف جميع «زبائنه». وقال المتهم عن الظنين ط.ش. إنه «مروج كبير» وليس بحاجة له لشراء المخدرات منه. وأنكر ترويجه مادة الكوكايين، إنما «الحشيشة ولمرات نادرة»، أما الكوكايين «فأنا كنت أتعاطاها»، ولا «أروّج في محلة الرحاب ولا قرب مزبلة إنما فقط في شاتيلا». وانتهى إلى القول: «أنا لا أذكر جميع الذين يشترون مني الحشيشة».
وكانت المحكمة قد قررت إحالة الأظناء من المدعى عليهم على لجنة مكافحة الإدمان على المخدرات، بهدف معالجتهم واجراء فحوص دورية لهم للتأكد من عدم عودتهم إلى تعاطي المخدرات.
(خاص “المستقبل”)
زر الذهاب إلى الأعلى