
يلاحظ اللبنانيون أن إشارات السير في بيروت الكبرى غالبا ما تكون متوقفة عن العمل، ما يفاقم الازدحام في الطرق الحيوية على مدار اليوم، كما أن نسبة حصول الحوادث ترتفع، إذ إن الأعطال لا تعني أن هذه الإشارات مطفأة، ففي بعض التقاطعات تكون إشارتان بوجهتي سير متعاكسة مضاءتين بالأخضر، وهو ما يصعب حركة المرور ويصعب على شرطي السير تنظيم هذه الحركة، على عكس حالة توقف الإشارات كليا، حين يمكن الشرطي تنظيم السير ويحل بديلا من الإشارات.
تعاني الطرق في بيروت غياب الصيانة الدورية لإشارات السير منذ سنين.
وبحسب ما قاله رئيس الأكاديمية اللبنانية الدولية للسلامة المرورية كامل إبراهيم، “هذه الأزمة في الصيانة تعود إلى عام 2019 حين حصل خلاف على إيرادات البارك ميتر بين بلدية بيروت وهيئة إدارة السير، وهي الجهة التي كانت مسؤولة عن الصيانة وكانت تستفيد من هذه الإيرادات التي كان يقال إنها تستخدم لصيانة الإشارات في بيروت، ومع الأزمة وتغير سعر الصرف توقفت الشركة المولجة بالصيانة عن أداء مهماتها، ولم تسند المهمة إلى شركة جديدة، وتقتصر أعمال الصيانة على مبادرات بعض الجمعيات والشركات الخاصة.
ويشير إبرهيم إلى أن “إشارات السير في بيروت اليوم باتت تحتاج إلى أكثر من مجرد صيانة دورية لأنها لم تخضع للصيانة منذ فنرة، ويجب التفكير في خطة صيانة متكاملة لشبكة الإشارات بأسرها، لأنها مترابطة بعضها ببعص.”
وعن سلبيات بقاء هذه الإشارات متوقفة كما هي، يقول: “تأثير الأعطال سلبي على الحركة المرورية من ناحية زحمة السير، وعلى السلامة المرورية من ناحية الحوادث، وهذا ما يتطلب حلا.”
جاد فقيه – النهار