تحليل السياسات

المرجع الشيعي في لبنان يرد على تهديدات ترامب لخامنئي: يظهر كقاطع طريق وليس رئيساً

سعد الياس «القدس العربي»:

مع دخول الحرب الإسرائيلية الإيرانية مرحلة خطيرة يبقى لبنان بعيداً عن هذه العاصفة وهو نجح لليوم السادس على التوالي في النأي بنفسه عن هذه الحرب وتداعياتها، وعن الرسائل والتهديدات المتبادلة بين تل أبيب وواشنطن من جهة وبين طهران من جهة أخرى.
إلا أن السفارة الإيرانية في بيروت دخلت على خط الردود على الرئيس الامريكي دونالد ترامب الذي هدد باغتيال المرشد الأعلى الإيراني السيد علي خامنئي، من خلال قوله «نعرف تمامًا مكان اختباء ما يُسمى «القائد الأعلى»، إنه هدف سهل، ولكنه آمن هناك، لن نقضي عليه على الأقل ليس الآن».
وقد أوردت السفارة الإيرانية على منصة «إكس» أن «تهديدات ترامب لقائد الجمهورية الإسلامية الإمام السيد علي الخامنئي هي حماقة ما بعدها حماقة». وأضافت: «هذا القائد المقدام الذي لا تُرعبه تهديدات الجبناء، خلفه أمة لا تعرف الخنوع ولا الهوان». وختمت بالقول: «حفظه الله من مكائد الطغاة، وردّ كيدهم في نحورهم».

الخطيب رداً على ترامب

كذلك، رد نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الشيخ علي الخطيب على تصريحات ترامب، فقال «لم تفاجئنا تصريحات ومواقف الرئيس الامريكي حيال الحرب العدوانية الصهيونية على الجمهورية الاسلامية الإيرانية، فنحن من الاساس نعتبر أن حروب الكيان الصهيوني في منطقتنا وعلى شعوبنا، هي حروب أمريكية خالصة بأدوات إسرائيلية، ومن ضمنها الحرب على الجمهورية الإسلامية. لكن أن يتعرض الرئيس الامريكي في تصريحاته بالأمس إلى مرجع روحي وديني كبير من وزن آية الله العظمى الإمام السيد علي الخامنئي وتهديده المباشر بالقتل، فإن ذلك لخروج سافر عن القيم والتقاليد والأعراف والقوانين الانسانية والدولية، بما يظهر الرئيس الأمريكي كقاطع طريق، وليس قائداً ورئيساً وزعيماً لأقوى دولة في العالم».

ترقب وصول المبعوث الأمريكي لاستكشاف المقاربة من الحرب والسلاح وإعادة الإعمار

وأضاف «إننا إذ نشجب وندين هذه العنجهية الامريكية التي لم يسبق لها مثيل، ندعو العالم العربي والإسلامي والعالم الحر وقادة الدول والمؤسسات الدولية، إلى إدانة هذا التصرف الذي لن تقتصر تبعاته على الجمهورية الاسلامية الإيرانية وقائدها الاول، بل سيطال كل الدول وقادتها والتجرؤ على كل القيم الأخلاقية والانسانية، ويحملنا على تنبؤ المزيد من الأزمات الدولية في ظل هذه الروحية الخارجة على كل ما تبقى من قيم في هذا العالم». وختم: «كما نناشد المرجعيات الروحية الاسلامية والمسيحية في العالم، التصدي لمثل هذه المواقف، حرصاً على مواقعها وأدوارها في محاربة العنف والتطرف والارهاب».

الموفد الأمريكي

ووسط هذه الحالة من الترقب وردود الفعل، من المتوقع أن يقوم المبعوث الرئاسي الأمريكي إلى سوريا والسفير في تركيا توماس براك بزيارة وشيكة إلى العاصمة اللبنانية في أول مقاربة له للملف اللبناني في غياب أي معطيات دقيقة حول الرسائل التي يحملها ومدى ارتباطها بما يحدث بين تل أبيب وطهران أو بنزع سلاح «حزب الله» واعادة الاعمار. وهذه الزيارة من شأنها كسر جمود المرحلة نظراً لأن باراك هو أول موفد دبلوماسي أمريكي يزور بيروت منذ اندلاع هذه الحرب.
في هذه الأثناء، أبلغ رئيس الجمهورية العماد جوزف عون مساعد الأمين العام للأمم المتحدة لإدارة عمليات السلام جان بيار لاكروا «تمسك لبنان ببقاء «اليونيفيل» في الجنوب، لتطبيق القرار 1701 بالتعاون مع الجيش اللبناني»، وشدد على «أن الحفاظ على الاستقرار في الجنوب يُعدّ أمرًا حيويًا ليس للبنان فحسب، بل لدول المنطقة كافة، وأن دور «اليونيفيل» في صون هذا الاستقرار أساسي».
وأعرب عن أمله في «أن تتمكن الدول المموّلة لمهام حفظ السلام الدولية من تأمين التمويل اللازم لعمل «اليونيفيل»، كي لا يتأثر أداء القوة الدولية العاملة في الجنوب سلبًا»، مؤكدًا «أن لبنان سيجري اتصالات مع الدول الشقيقة والصديقة في هذا الاتجاه». هذا ومنح الرئيس عون قائد «اليونيفيل» الجنرال أرولدو لاثارو وسام الأرز الوطني من رتبة كومندور، تقديرًا للجهود التي بذلها خلال توليه قيادة قوات حفظ السلام الدولية في الجنوب.

بري: نتمسك باليونيفيل

كما أكد رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، أمس الأربعاء، خلال استقباله وكيل الأمين العام للأمم المتحدة لعمليات السلام جان بيير لاكروا، تمسك لبنان بالشرعية الدولية من خلال استمرار قوة الأمم المتحدة المؤقتة» اليونيفيل» في عملها جنوبي البلاد.
واستقبل بري في مقر رئاسة مجلس النواب بعين التينة جان بيير لاكروا والوفد المرافق، بحضور قائد قوات اليونيفل العاملة في جنوب لبنان اللواء آرولدو لاثارو، ومستشار رئيس المجلس النيابي علي حمدان: «حيث تناول اللقاء تطورات الأوضاع العامة في لبنان ومهام قوات اليونيفيل والتمديد لها لولاية جديدة».
وأكد تمسك لبنان بالشرعية الدولية من خلال استمرار اليونيفيل وأهمية دورها في مستقبل لبنان وأمنه واستقراره واستقرار المنطقة، ودور هذه القوات في رعاية اتفاق الإطار المتصل بالحدود البحرية كما اتفاق وقف النار الأخير الذي تواصل إسرائيل خرقه يوميا وتستمر باحتلالها لأجزاء من الأراضي اللبنانية في الجنوب». وشدد الرئيس بري على أن «لبنان متمسك بأن يبادر المجتمع الدولي ومجلس الأمن إلى التمديد لهذه القوات لولاية جديدة».

المفتي ـ «سيدة الجبل»

وتوجه الرئيس بري «بالشكر والتقدير للواء لاثارو على الجهود التي بذلها طيلة توليه مهامه كقائد لقوات الطوارئ الدولية لتنفيذ القرار الأممي 1701، وتعزيز أواصر التعاون والصداقة بين جنود اليونيفيل وأبناء الجنوب»، متمنيا له «التوفيق والنجاح في مهامه الجديدة».

السفارة الإيرانية: القائد المقدام لا ترعبه تهديدات الجبناء وخلفه أمة لا تعرف الخنوع

وفي إطار مواكية مستجدات المنطقة، استقبل مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، وفداً من «لقاء سيدة الجبل» برئاسة النائب السابق فارس سعيد.
وبعد اللقاء تحدث باسم الوفد عضو اللقاء أمين محمد بشير، فأوضح أنه «في ظل هذه الظروف التي نعيشها في المنطقة كان لا بد من التطرق إلى وضع لبنان في ظل هذه الحرب وعدم جرّه للانخراط بأي من هذه المحاور».
وقال «بالطبع كان خوف سماحته على البلد مثلنا جميعاً، وشدد على أهمية العيش المشترك الذي يمثله هذا اللقاء والذي يتميز به لبنان، ونحن بكل فخر كلقاء نحمل هذه الهوية ونفتخر بها، ونناشد جميع المرجعيات الدينية وغير الدينية للحفاظ عليها».

لبنانيون عالقون

وأضاف: «كذلك تطرقنا لفكرة عقد قمة روحية جامعة، لا سيما في هذا الوقت العصيب على المنطقة وليكون هدف هذه القمة الدعوة إلى حياد لبنان والدعوة إلى الوحدة الوطنية للحفاظ على وحدة هذا البلد والحفاظ على أمنه وسلامته».
إلى ذلك، لايزال ملف اللبنانيين العالقين في الخارج، حاضراً في وزارتي الخارجية والاشغال وفي قصر بعبدا. وقد واصلت الجهات الرسمية اللبنانية مواكبة الإجراءات المخصصة لإجلاء اللبنانيين العالقين في دول عربية وغربية، من جراء إقفال دول عدة مجالاتها الجوية، أو إلغاء رحلات وتعديل مواقيت أخرى.
وتضاعفت المخاوف من انهيار الموسم السياحي، وتداعياته على قطاعات المطاعم والفنادق والمهرجانات حيث كان القطاع الخاص يعوّل على موسم الصيف لتعويض خسائره جراء الحرب الإسرائيلية على لبنان.
وفي سياق متصل، أعلنت المديرية العامة للأمن العام «عن السماح بمغادرة العرب والأجانب عبر مطار رفيق الحريري الدولي المنتهية صلاحية إقامتهم مهما كان نوعها (مرور سنوية، موقتة….) اعتباراً من تاريخ 13/6/2025 مجاناً دون استيفاء رسم تأخير ودون الحاجة لضم براءة ذمة من وزارة العمل لحاملي إقامة العمل». وأشار بيان للأمن العام إلى «أن أوضاعهم تسوّى لدى شعبة التسويات في دائرة أمن عام مطار رفيق الحريري الدولي شرط إبراز ما يثبت وجود حجز تذكرة سفر باسم صاحب العلاقة خلال فترة تعليق الرحلات دون إصدار أي تدبير في حقهم».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى