
ليبانون فايلز
فاجأ الرئيس السابق للحزب التقدّمي الإشتراكي وليد جنبلاط كل أطراف الداخل بإعلانه تسليم سلاح الحزب للدولة اللبنانية وبأن مزارع شبعا كانت وستبقى سورية الهوية.
كلام جنبلاط بحضور نجله رئيس الحزب وكتلة اللقاء الديمقراطي حمل رسائل إلى كل من يعنيهم الأمر من أطراف الداخل والخارج، ولعلّ أول المعنيين هو حزب الله وراعيه الإقليمي إيران وقد أصرّ جنبلاط على القول “إن إسرائيل قد ربحت الحرب مع حلفائها الأوروبيين بدعم أميركي”، ما يعني بكل وضوح أن إيران قد هُزمت على الرغم من الإحتفالات بما تعتبره أطراف داخلية والنظام الإيراني إنتصاراً لمجرّد البقاء على قيد الحياة
جنبلاط المنخرط في حكومة الرئيس نواف سلام والداعم لتوجهات الرئيس جوزاف عون نحو حصر السلاح بيد الجيش والأجهزة الأمنية الأخرى فقط، قارئ أكثر من ممتاز للتطورات الإقليمية ولمسار الشرق الأوسط الجديد ونهاية سايكس-بيكو وإن كانت هذه النهاية تقلقه، لا سيما لناحية مساعي إسرائيل ضم المناطق السورية ذات الحضور الدرزي إلى جغرافيتها الآخذة بالتوسّع، في الضفة الغربية وغزة والجنوب السوري، وقد تمتد يد إسرائيل إلى جنوب لبنان مجدداً، إن لم يلتزم حزب الله بكل مندرجات القرار 1701 لناحية حصر السلاح بيد الدولة اللبنانية وحدها دون غيرها، ونزع كل الذرائع التي تؤجج الأطماع الإسرائيلية بلبنان.
موقف جنبلاط لم يرضِ الوزير السابق وئام وهاب الذي اعتبر أن الوقت ليس الآن لتسليم السلاح، علماً أن كلام وهاب يطرح الكثير من علامات الاستفهام ومنها: هل حزب التوحيد العربي مسلّح ولديه مقاتلون؟ من هي الجهة التي سلّحته وتلك التي يريد قتالها؟ وما الفرق الذي يمكن أن يحدثه بسلاحه؟
مصادر نيابية في كتلة اللقاء الديمقراطي رفضت عبر موقعنا “التعليق على كلام وهاب كما نفت علمها بما إذا كان حزب التوحيد يملك السلاح ولديه مقاتلون، وقالت: لا نريد الدخول في سجالات داخلية ليس أوانها ولا طائل منها”. وعن هدف جنبلاط من تسليم سلاح الحزب التقدمي الإشتراكي في هذه اللحظة بالذات قالت المصادر: “أراد جنبلاط تحصين الساحة الداخلية وتسهيل مهمة حصر السلاح بيد الدولة اللبنانية وحدها، وليقول للقاصي والداني أن لدينا دولة وجيش قادران على حمايتنا ولا موجب البتة للحمايات الحزبية”.
وتابعت المصادر: “في ظلّ الزلزال الذي ضرب المنطقة هناك أطراف داخلية ما زالت تنكر ما حصل، وتتعاطى مع الأمور من بوابة الانتصارات غير الحقيقية، متجاهلة المتغيرات الإقليمية والمرحلة الجديدة التي دخلتها المنطقة، رافضة الركون إلى الدولة اللبنانية ككيان وحيد يحمي جميع أبنائه، ويحصّن لبنان من أيّ اهتزاز جديد”.
أما في ما خصّ هوية مزارع شبعا، فإن غالبية الخرائط الموجودة لدى الأمم المتحدة منذ العام 1920 تضع مزارع شبعا ضمن الأراضي السورية، في حين أعلن لبنان لبنانيتها في أعقاب الإنسحاب الإسرائيلي في العام 2000، في موازاة تمسّك إسرائيل بهويتها السورية، لأنها عندما احتلتها في العام 1967 كانت من ضمن الجولان السوري، وهناك فريق لبناني وازن من ضمنه الحزب التقدمي الإشتراكي يعتبر أن صمت النظام السوري السابق حول حقيقة إنتماء مزارع شبعا جاء كقميص عثمان لتسهيل احتفاظ حزب الله بسلاحه الذي أدخلنا بحروب عبثية مدمّرة في العام 2006 وفي حرب الإسناد التي أتت على بيئته الحاضنة وما تمتلك، مع العجز التام عن تعويضها إن من جهة إيران أو المجتمعين العربي والدولي اللذين يربطان تمويل إعادة الإعمار بتسليم السلاح.
فهل تفتح خطوة الزعيم الدرزي الباب أمام أطراف داخلية أخرى لتسليم ما لديها من سلاح؟ وماذا عن سلاح حزب الله الذي ذكره جنبلاط بالاسم مطالباً بتسليمه بعدما إعتبر أن إسرائيل قد انتصرت، علماً أن هذا السلاح يخضع لحوار بعيد من الأضواء مع رئيس الجمهورية؟